وفي ذلك اليوم تحلّ الشمس ببطن الحوت ، وتسقط الصّرفة بالغداة. وعند ذلك ينصرف البرد ، ويطلع الفرغ (١) الأوّل. قال ساجع العرب :
«إذا طلع الفرغ الأوّل كثر الأسفار والتّحوّل»
وفي ثمانية وعشرين يطلع الفرغ (١) الثاني. قال ساجع العرب :
«إذا طلع الفرغ (١) الثاني تحرّكت الأطيار بالأغصان». وفي نصف الليل السّماك. وفي وقت السّحور والأذان الإكليل ، وعند طلوع الفجر الشّولة. وتسقط الصّرفة في خمسة (عشر) منه (٢) ونوؤها ثلاث ليال. وعند سقوطها ينصرف البرد ، ويعقد اللوز والتفاح وتجوز الآفات على الزروع. ولذلك قيل : «إذا دخل آذار أحيا وأبار (٣)» لكثرة الكلأ فيه فإن مبتكر الثمار يعقد ، ويبين ما (٤) فيه من الآفات.
وفي هذا الوقت يصلح قطع العروق ، والحجامة ، وشرب (٥) الدواء ، وختان الصبيان وفطامهم. وتقول العرب «إذا فطم الولد في نوء الصّرفة لم يكد يطلب اللبن (٦)».
وإذا سقطت الصّرفة طلع نظيرها الفرغ (٧) ، وهو فرغ الدّلو المقدّم. وقد ذكر ساجع العرب طلوع الفرغين (٨). جميعا ، فجمعهما في السجع باسم الدّلو ، فقال :
__________________
(١) في الأصل المخطوط : الفرع ، وهو تصحيف.
(٢) ذكر ذلك آنفا قبل السطور.
(٣) ابار : أي أهلك وأفسد.
(٤) في الأصل المخطوط : لما ، وهو غلط.
(٥) في الأصل المخطوط : ويشرب ، وهو تصحيف.
(٦) أنظر الأنواء ٦٠.
(٧) في الأصل المخطوط : الفرع ... فرع ، وهما تصحيف.
وفرغ الدلو في اللغة : مصب الماء منها بين العرقوتين وقد يقال للفرغ الأول عرقوة الدول العليا ، وللفرغ الآخر : عرقوة الدول السفلى (أنشر الأنواء ٨٢).
(٨) في الأصل المخطوط : الفرعين ، وهو تصحيف.