وذكره ابن الأثير ، وذكر من حاله تولية عمر وعثمان له على مكة. وذكر له حديثين ، أحدهما أنه قال : سئل رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن بيع الخمر ، فقال : «لعن الله اليهود ، حرمت عليهم الشحوم فباعوها وأكلوا أثمانها». ذكره من رواية ابنه عكرمة عنه بغير إسناد (١).
والحديث الآخر : أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «إذا وقع الطاعون بأرض وأنتم بها ، فلا تخرجوا فرارا منه ، وإذا وقع بأرض ولستم بها فلا تدخلوها» (٢).
رواه ابن الأثير بإسناده إلى الطبرانى ، وساق إسناد الطبرانى فيه إلى حمّاد بن سلمة ، عن عكرمة بن خالد ، عن أبيه ، عن جده ، ثم قال ابن الأثير بعد ذكره للحديث : كذا أورده الطبرانى ، وهو وهم ؛ لأن جدّ عكرمة على ما ذكره ، هو العاص ، وخالد والد عكرمة لا جدّه. انتهى.
وإسناد الطبرانى فيه حديث محمد بن عبد الله الحضرمى ، قال : حدثنا شيبان بن فرّوخ ، قال : حدثنا حمّاد بن سلمة ، عن عكرمة بن خالد ، عن أبيه ، عن جدّه ، أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم. فذكر الحديث ، ثم قال : وروى أبو موسى بإسناده عن حبان بن هلال ،
__________________
(١) أخرجه البخارى فى صحيحه ، فى البيوع ، حديث رقم (٢٢٢٤) من طريق : عبدان ، أخبرنا عبد الله ، أخبرنا يونس ، عن ابن شهاب ، سمعت سعيد بن المسيب ، عن أبى هريرة رضى الله عنهم أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «قاتل الله يهود حرمت عليهم الشحوم فباعوها وأكلوا أثمانها» قال أبو عبد الله : (قاتلهم الله) لعنهم (قتل) لعن (الخراصون) الكذابون.
وأخرجه مسلم فى الصحيح ، فى المساقاة ، حديث رقم ١٥٨٣ ، وأحمد بن حنبل فى المسند حديث رقم ١٠٢٧٠.
(٢) أخرجه البخارى فى صحيحه ، فى الطب ، حديث رقم (٥٧٢٨) من طريق : حفص بن عمر ، حدثنا شعبة ، قال : أخبرنى حبيب بن أبى ثابت ، قال : سمعت إبراهيم بن سعد ، قال : سمعت أسامة بن زيد يحدث سعدا ، عن النبى صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوها ، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها». فقلت : أنت سمعته يحدث سعدا ولا ينكره ، قال : نعم.
وأخرجه مسلم فى صحيحه ، فى كتاب السلام ، حديث رقم (٢٢١٨) من طريق : يحيى بن يحيى ، قال : قرأت على مالك ، عن محمد بن المنكدر ، وأبى النضر مولى عمر بن عبيد الله ، عن عامر بن سعد بن أبى وقاص ، عن أبيه أنه سمعه يسأل أسامة بن زيد : ما ذا سمعت من رسول الله صلىاللهعليهوسلم فى الطاعون ، فقال أسامة : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «الطاعون رجز أو عذاب أرسل على بنى إسرائيل أو على من كان قبلكم فإذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه. وقال أبو النضر : لا يخرجكم إلا فرار منه».