هذه العمرة ، وهى عمرة الجعرانة ؛ لأنه كان فيها مسلما.
ومن مناقب خالد رضى الله عنه ، أنه لما نزل الحيرة قيل له : احذر السم ، لا يسقيكه الأعاجم ، فقال : إيتونى به ، فأخذه بيده ، وقال : بسم الله ، وشربه فلم يضره شيئا.
ومنها : أن خالدا رضى الله عنه كان مستجاب الدعوة ، على ما ذكره ابن أبى الدنيا ، فإنه روى أن خالدا لقى رجلا من عسكره ومعه زقّ خمر ، فقال : ما هذا؟ فقال الرجل : خلّ ، فقال خالد رضى الله عنه : جعله الله خلّا ، فوجده الرجل خلّا لما أتى به أصحابه.
ولخالد رضى الله عنه ، رواية عن النبى صلىاللهعليهوسلم ، قال النووى : روى له عن رسول اللهصلىاللهعليهوسلم ثمانية عشر حديثا ، اتفق البخارى (٤) ومسلم (٥) على حديث.
روى عنه ابن عباس وجابر والمقدام بن معد يكرب ، وأبو أمامة بن سهل الصحابيون.
وذكر رواية غير واحد من التابعين عنه.
وقد روى له الجماعة إلا الترمذى. وفى الترمذى من حديث أبى هريرة رضى الله
__________________
ـ وقال : «رواه الطبرانى وأبو يعلى بنحوه ورجالهما رجال الصحيح ، وجعفر سمع فى جماعة من الصحابة فلا أدرى سمع من خالد أم لا» وأورده ابن حجر فى المطالب العالية برقم ٤٠٤٤.
(٤) أخرجه البخارى فى صحيحه ، باب الضب (٥٣٣٣) من طريق : عبد الله بن مسلمة عن مالك بن شهاب عن أبى أمامة بن سهيل عن عبد الله بن عباس رضى الله عنهما ، «عن خالد بن الوليد أنه دخل مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم بيت ميمونة ، فأتى بضب محنوذ ، فأهوى إليه رسول الله بيده ، فقال بعض النسوة : أخبروا رسول الله صلىاللهعليهوسلم بما يريد أن يأكل ، فقالوا : هو ضب يا رسول الله ، فرفع يده ، فقلت : أحرام هو يا رسول الله؟ فقال : لا ، ولكن لم يكن بأرض قومى فأجدنى أعافه. قال خالد : فاجتررته فأكلته ، ورسول الله صلىاللهعليهوسلم ينظر».
(٥) أخرجه مسلم فى صحيحه ، باب إباحة الضب (٤٩٨٧) وحدثنى أبو الطاهر وحرملة. جميعا عن ابن وهب. قال حرملة : أخبرنا ابن وهب أخبرنى يونس عن ابن شهاب ، عن أبى أمامة بن سهل بن حنيف الأنصارى أن عبد الله بن عباس أخبره أن خالد بن الوليد ، الذى يقال له سيف الله أخبره أنه دخل مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم على ميمونة ، زوج النبى صلىاللهعليهوسلم ، وهى خالته وخالة ابن عباس ، فوجد عندها ضبا محنوذا ، قدمت به أختها حفيدة بنت الحارث من نجد ، فقدمت الضب لرسول الله صلىاللهعليهوسلم. وكان قلما يقدم إليه طعام حتى يحدث به ويسمى له. فأهوى رسول الله صلىاللهعليهوسلم يده إلى الضب. فقالت امرأة من النسوة الحضور : أخبرن رسول الله صلىاللهعليهوسلم بما قدمتن له. قلن : هو الضب. يا رسول الله ، فرفع رسول الله صلىاللهعليهوسلم يده. فقال خالد بن الوليد : أحرام الضب؟ يا رسول الله قال : «لا. ولكنه لم يكن بأرض قومى ، فأجدنى أعافه». قال خالد : فاجتررته فأكلته ، ورسول الله ينظر ، فلم ينهنى.