يعرف بالمقداد بن الأسود ، وليس بابن له ، وقيل إنه كان حليفا للأسود بن عبد يغوث ، ويقال كان عبدا حبشيا للأسود بن عبد يغوث ، فاستلاطه وألزقه به ، فقيل له : ابن الأسود لذلك ، وقيل إنه كان رجلا من بهراء ، فأصاب دما ، فهرب إلى كندة ، فحالفهم ، ثم أصاب فيهم دما ، فهرب إلى مكة ، فحالف الأسود بن عبد يغوث.
وقال أحمد بن صالح المصرى : حضرمى ، وحالف أبوه كندة ، فنسب إليها ، وحالف هو بنى زهرة ، فقيل الزهرى ، لمحالفته الأسود بن عبد يغوث الزهرى.
وذكر ابن عبد البر : أن الأصح فيه والأكثر ، قول من قال : إنه من كندة ، وأن الأسود تبناه وحالفه ، وأنه لا يصح قول من قال : إنه كان عبدا ، والصحيح أنه بهرانى من بهراء ، يكنى أبا معبد ، وقيل أبا الأسود ، وقيل أبا عمرو.
وذكر هذا القول النووى ، والمزى. وذكر النووى ، أنه روى له عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، اثنان وأربعون حديثا ، اتفقا على حديث واحد. ولمسلم ثلاثة أحاديث. روى عنه من الصحابة : على بن أبى طالب ، وابن مسعود ، وابن عباس والسائب بن يزيد ، وسعيد بن العاص ، والمستورد بن شداد ، وطارق بن شهاب. وروى عنه من التابعين : عبيد الله بن عدى ، وعبد الرحمن بن أبى ليلى ، وجبير بن نفير ، وغيرهم.
روى له الجماعة.
كان قديم الإسلام ، روينا عن ابن مسعود قال : أول من أظهر إسلامه بمكة سبعة : رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وأبو بكر ، وعمار ، وأمه سميّة ، وصهيب ، وبلال ، والمقداد.
قال ابن عبد البر : وكان من الفضلاء النجباء الكبار الأخيار من أصحاب النبىصلىاللهعليهوسلم. روى فطر بن خليفة ، عن كثير بن إسماعيل ، عن عبد الله بن مليل ، عن على رضى الله عنه ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : لم يكن نبى إلا أعطى سبعة نجباء ووزراء ورفقاء ، وإنى أعطيت أربعة عشر : حمزة ، وجعفر ، وأبو بكر ، وعمر ، وعلى ، والحسن ، والحسين ، وعبد الله بن مسعود ، وسلمان ، وعمار ، وحذيفة ، وأبو ذرّ ، والمقداد ، وبلال.
وروى سليمان وعبد الله ـ ابنا بريدة ـ عن أبيهما ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : إن الله تعالى ، أمرنى بحب أربعة من أصحابى ، وأخبرنى أنه يحبّهم ، فقيل : يا رسول الله ، من هم؟ قال صلىاللهعليهوسلم : على ، والمقداد ، وسلمان ، وأبو ذرّ. رواه الترمذى وحسّنه.
وروى حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس ، أن النبى صلىاللهعليهوسلم ، سمع رجلا يقرأ ويرفع صوته بالقرآن ، فقال : أوّاب. وسمع آخر يرفع صوته ، فقال : مراء ، فنظروا ، فإذا الأول المقداد بن عمرو.