من القطن في صناعة النسيج. ولم تقتصر صناعة النسيج على القطن وقد كانت هنالك الأصواف ، وكان الكتان يزرع أيضا في الجليل ، وكما أن سهل الحولة كان ينتج الحلفاء بكثرة ، وكانت تستخدم في صناعة الحصر.
وزرع بعض سكان المرتفعات الحشيشة واعتصروا مادتها وخزنوها لتباع كمادة مخدرة ، كما أن الثروة الحراجية كانت كبيرة في نيابة صفد في المناطق الساحلية (٢٩).
ويحدثنا النويري أن القاعدة في الزراعة «بسائر بلاد الشام أن كل فلاح يقسم الأراضي التي بيده إلى شطرين ، فيزرع شطرا ويريح شطرا ويتعاهده بالحرث لتقرع الشمس باطن الأرض ، ثم يزرعه في القابل ، ويريح الشطر الذي كان به الزرع ، هذا دأبهم خلافا لأراضي الديار المصرية فإنها تزرع كل سنة» وكانت غالبية الزراعات بعلية وأقلها هو الذي اعتمد على السقي وكان الزرع في نيابات الشام إما «شتويا أو صيفيا ، ويعنون بالشتوي القمح والشعير والشوفان والفول والحمص والعدس والكرسنة والجلبان والبستيلة وهي التي تسمى بمصر البسلي وبالساحل الطرابلسي الحلبة ، ويعنون بالصيفي : الذرة والدخن والسمسم والأرز والحبة السوداء ، والكسبرة والمقاثي (القثاء) والوسمة (ورق النيل للصباغة) والقرطم (حب العصفر) والقطن والقنب» (٣٠).
وكان وكلاء المقطعين يخرجون نحو الحقول والمزارع مع اقتراب نضوج المحصولات «فيحفظون الزراعة من التطرف إلى شيء منها ، ويلازمونها إلى أن تحصد وتنقل إلى البيادر ، فعند ذلك يخرج الأمر بحفظ ما يصل إلى البيادر ، ويأخذون في الدراس». ويتبع ذلك التذرية ثم قسمة الغلال ، وتتم القسمة إما «مناصفة ، وذلك في أراضي السقي ، ومثالثة ومرابعة ، وهو في غالب البلاد ، ومخامسة ومسادسة وذلك في المزارع والنواحي الخالية من السكان التي يزرعها المستكرون ، ومسابعة