ومثامنة ، وذلك في النواحي المجاورة لسواحل البحر».
ويعني هذا أن حصة الفلاح الرسمية تراوحت بين نصف المحصول إلى ثمنه وغالبا ما كانت ربعه ، لكن هذا كان نظريا فقط. فقد جرت العادة على مشاطرة الفلاح بحصته بحجة تقصيره في زراعة بعض أجزاء الأراضي وتبويره لها ، وإثر ذلك يؤخذ مما بقي له عشره كصدقة ، وبعد هذا كله يستوفى منه ما تراكم عليه من ديون سالفة ، مما يفيد بالمحصلة أن الفلاح كان يحصل على نسبة ضئيلة جدا من الغلال (٣١). ويدل هذا على أن أحوال الفلاحين كانت في غاية السوء ، وقد دفع سوء الحالة هذه الفلاحين إلى الهرب من القرى والمزارع ، والهجرة إلى المدن ، مما نجم عنه نتائج اقتصادية واجتماعية خطيرة جدا.
وأتى القلقشندي على ذكر المواشي في بلاد الشام ، فعدد «الإبل والبقر والغنم والخيل والبغال والحمير» كما أشار إلى الوحوش فسمى «الغزلان والأرانب والأسود وكثيرا من أنواع الوحوش المختلفة» وقال : «وأما طيوره [الشام] ففيه الإوز والحمام وأنواع طيور الماء المختلفة الأنواع» (٣٢).
وهنالك من الأخبار ما يشير إلى وجود الإبل في نيابة صفد عند بعض أمراء الدولة وعند القبائل البدوية (العشير) ، كما أنه كثرت تربية البقر والجواميس في المناطق الساحلية ، أما تربية الأغنام فقد انتشرت في غالبية المناطق ، وملكت نيابة صفد ثروة سمكية جيدة من البحر المتوسط والبحيرات والمياه الداخلية (٣٣).
ووجدت في بعض مدن نيابة صفد صناعات لنسج الحرير والأصواف والكتان ، مع بعض الصناعات الأخرى ، مثل اللباد وسروج الخيل ، كما توفرت الطواحين التي أديرت بقوة الماء (٣٤).
وكانت عكا مقر مملكة القدس اللاتينية الثانية ولذلك كانت نشطة تجاريا إلى أوسع الحدود ، لكن السلطان الأشرف خليل أمر بهدمها إثر