الملك الظاهر ، فلما مروا بسيس منعهم صاحبها من العبور وكتب فيهم إلى أبغا ، فكتب إليه يأمره بالحوطة عليهم وإرسالهم إليه ، واتفق أن هرب مملوك إلى حلب ، واجتمع بالأمير نور الدين علي ابن مجلي ، وأخبره بحالهم ، فكتب للملك الظاهر بذلك على البريد ، فعاد الجواب يأمره أن يكتب إلى صاحب سيس إن هو تعرض لهم في شيء يساوي درهما واحدا أخذتك عوضه ، فكتب إليه بذلك ، فأطلقهم وصانع أبغا بأموال جليلة.
ومنها : أن تواقيعه التي في أيدي التجار المترددين إلى بلاد القفجاق بإعفائهم من الصادر والوارد ، ويعمل بها حيث حلوا من مملكة بيت بركة ومنكوتمر ، وبلاد فارس وكرمان.
ومنها : أنه أعطى بعض التجار مالا ليشرى به مماليك ، وجواري من الترك ، فشرهت نفسه إلى المال فدخل به قراقرم واستوطنها ، فبحث الملك الظاهر حتى وقع على خبره ، فبعث إلى بيت منكوتمر في أمره فأحضروه إليه تحت الحوطة.
ومنها : أنه كان بجزيرة صقلية في زمان الأنبرتور مقدار خمسة عشر ألف فارس مسلمين ، وهم مهادنين لهم ، وهم في خدمته ، لهم الإقطاعات. فلما مات أشار من بها من الفرنج على من ملكها بعده بقتلهم ، فقتل منهم مفرقا نحو ثلاثة آلاف فارس ، واتصل بالملك الظاهر قتلهم والعزم على قتل الباقين ، فكتب إليهم : إن هؤلاء المسلمين أقرهم الملك الذي كان قبلكم على بلادهم وأموالهم ، فإما أن تقروهم على ما أقرهم من الهدنة ، وأما أن تؤمنوهم وتوصلوهم بأموالهم إلى بلاد المسلمين ليبلغوا مأمنهم ، فإن لم يقدروا على التوجه واختاروا الإقامة وجرى على أحد منهم أذى ، قتلت على كل من تحت يدي من أسرى الفرنج ، ومن في بلادي من تجارهم ، وقتلت ما اشتملت عليه مملكتي من طوائف النصارى ، فلما تحققوا ذلك اجتمع رأيهم على إبقائهم على عادتهم ، وكان أخذ نفسه بالاطلاع على أحوال أمرائه وأعيان دولته حتى