بالألف. كما لا اعتداد بها في : هيهات. حيث فتحت التاء.
فإن كان المؤنث ، بألف مقصورة ، قلبتها ياءا في الجمع ، كقولك : حبلى. تقول في جمعها : حبليات. وسكرى ، تقول في جمعها : سكريات. ولم تحذف الألف هاهنا ، كما حذفت التاء في مسلمة ، لأن الألف هاهنا [٢٢ / ب] تغيرت صورتها إلى الياء ، فلم يكن ذلك مؤديا إلى جمع بين علامتي تأنيث. فإن كان المؤنث بألف ممدودة ، قلبتها واوا في الجمع. تقول في صحراء : صحراوات. ولم تقلبها ياءا ، للفرق بين المقصور ، والممدود ، ولا تدعها همزة ، كما كانت في المفرد ، لأنه يجتمع ثلاث ألفات. وكان قلب هذا واوا أولى من قلبها ياءا. والياء بالمقصورة أولى ، لقولهم : سكرى ، وحبلى ، بالإمالة. والإمالة ممتنعة ، في الممدودة ، فاعرف ذلك.
باب جمع التكسير
جمع التكسير : كل جمع ينكسر فيه لفظ الواحد ، نحو : رجل ، ورجال. فهذا الجمع يخالف جمع السلامة من أربعة أوجه :
[الأول] : أن جمع السلامة ، يصح فيه لفظ الواحد ، نحو : زيد ، والزيدين. ألا ترى أن لفظ زيد ، قد سلم في الزيدين ، وجمع التكسير بخلافه ، لأن لفظة رجل ، لم تصح في رجال.
[الثاني] : أن جمع السلامة ، يكون إعرابه بالحروف ، نحو قولك : الزيدون ، والزيدين ، وإعراب جمع التكسير بالحركات ، كقولك : دور ، وقصور.
[الثالث] : أن جمع السلامة ، يختص بأولي العلم ، والعقل. وجمع التكسير ، كما يكون في العقلاء ، يكون في غيرهم. ألا ترى أنك. تقول : زيد ، وزيود ، كما تقول : سقف ، وسقوف.
[الرابع] : أن جمع السلامة ، لا يجوز تأنيث فعله ، وجمع التكسير يجوز تأنيث فعله. تقول : قام الزيدون ، ولا تقول : قامت الزيدون.
وتقول : قام الرجال. وقامت الرجال.
[فإن قلت] : فقد قال :
٤٧ ـ ... لم تستبح إبلي |
|
بنو اللّقيطة ... (١) |
فأسند : تستبح ، إلى جمع السلامة ، فأنث؟!.
[فهناك] : ثلاثة أجوبة :
[الأول] : أن قوله : بنو اللقيطة ، الاسم مضاف إلى المؤنث ، والمضاف يكتسي من المضاف إليه التأنيث. تقول : سقطت بعض أصابعه. وقد جاء عن الحسن (٢) :
__________________
(١) البيت من البسيط ، لقريط بن أنيف العنبري ، وتمامه :
لو كنت من مازن ، لم تستبح إبلي |
|
بنو اللقيطة من ذهل بن شيبانا |
وهو في : ديوان الحماسة ١ : ٤ ، والخزانة ٨ : ٤٤٦.
(٢) هو : أبو سعيد ، الحسن بن أبي الحسن ، يسار البصري (ت ١١٠ ه). قرأ على : حطان بن عبد الله ، الرقاشي ، عن : أبي موسى ، الأشعري ، وعلى : أبي العالية ، عن : أبي ، وزيد ، وعمر. روى عنه : أبو عمرو بن العلاء ، وسلام بن سليمان الطويل ، ويونس بن عبيد ، وعاصم الجحدري. قال فيه الشافعي : (لو أشاء أقول :