شرح اللّمع في النحو

قائمة الکتاب

البحث

البحث في شرح اللّمع في النحو

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

شرح اللّمع في النحو

شرح اللّمع في النحو

شرح اللّمع في النحو

تحمیل

شارك

ذلك إلى عسر الوقوف على تلك الآراء عند ذلك (البعض) ، أو أولئك القوم (١).

ج ـ يتحدث ، وفي ذهنه ، كأنه يتحدث إلى المتعلمين ، إذ كان منهجه يمتاز بتقسيم المسائل النحوية ، وضرب الأمثلة ، وسهولة العبارة ، ووضوح المراد ؛ ولا يغمض في كلامه إلا نادرا.

والإطناب سمة من سمات أسلوبه ، فكان يشبع المسألة النحوية إحاطة وإيضاحا عن طريق افتراض السؤال ، ثم الإجابة عليه ، ومن باب التمثيل على ذلك ؛ قال في باب (حتى) : ((فإن قيل : إذا كانت (إلى) تقوم مقام (حتى) وهي أمكن منها في الغاية ، و (الواو) تقوم مقام (حتى) وهي أمكن منها في العطف. و (إنما) تقوم مقام (حتى) وهي أمكن في قطع الجمل التي بعدها ؛ فهلا استغنوا عن (حتى) واطرحوها؟!

قيل له : إن (حتى) لها معنى في نفسها لا تدل عليه الحروف ، وإنما جاءت (حتى) لذلك المعنى خاصة ، وهو دلالتها على قوة ما بعدها ، أو ضعفه ، أو تحقيره ، أو تعظيمه ، ألا تراهم يقولون : (قدم الحاج حتى المشاة) فيدلون على ضعف المشاة ، ويقولون : (مات الناس حتى الأنبياء) ليدلوا على تعظيم الأمر ، ويقولون : (ظلم السلطان الناس حتى الصالحين) فيدلون على تعظيم الأمر ، فهذا المعنى الذي تختص به (حتى) وجاءت لأجله)) (٢).

د ـ الشاهد النحوي : أكثر الثمانيني في شرحه ، من الشاهد القرآني ، وكان هو المقدم عنده ، ثم الشاهد الشعري ، إذ دار في كتابه أغلب ما دار في مصنفات النحويين قبله ، فاستشهد بكثير من الشعر ، يلي ذلك أمثال العرب وأقوالهم ، وقل استشهاده بالحديث النبوي الشريف.

ه ـ التعليل : علل الثمانيني الظواهر النحوية بعللها المعروفة ، وربما علل بأكثر من علة للظاهرة النحوية.

وجل تلك العلل هي العلل التعليمية ، ولا يركب متن العلل الجدلية إلا نادرا منها تعليله في حمل الجر على النصب في مالا ينصرف في نحو ((مررت بأحمد)) حيث قال : ((ولما حذفوا الجر جعلوه تابعا للنصب لأنهما أخوان ويتقاربان)) (٣).

وـ لهجات العرب : يتعرض الثمانيني في أثناء مباحثه النحوية ، إلى لهجات العرب ، ويسميها (لغات) ، فإذا ما استشهد لواحدة من تلك اللهجات ، قال : هذه لغة طيئ ، أو لغة سليم ، أو لغة عكل.

ومن الأمثلة على ذلك قوله في لزوم الألف المثنى في الأحوال الثلاثة ، نحو (أحب منها الأنف والعينانا) ، إنها لغة بني العنبر ، وبني الهجيم ، وبني الحارث (٤).

وكان يعرض إلى نقد تلك اللهجات ، فيقول : (وغير تلك القبائل التي ذكرناها من العرب أفصح منهم) (٥) ، أو هي لغة قليلة لا يعتد بها (٦).

__________________

(١) الفوائد والقواعد ٥ ، ٩٧.

(٢) الفوائد والقواعد ٩٨.

(٣) نفسه ٢٢.

(٤) نفسه ٣٥.

(٥) الفوائد والقواعد ٣٥.

(٦) نفسه ١٦٩.