إِبْراهِيمَ) (٥١) (١). وقال : (أَنْبِئُونِي بِأَسْماءِ هؤُلاءِ)(٢). وقال : (فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمائِهِمْ)(٣). وقال : (قَدْ نَبَّأَنَا اللهُ مِنْ أَخْبارِكُمْ)(٤). فهو محمول في قوله : (نَبِّئْ عِبادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (٤٩) (٥) ، على حذف الجار. وإنما يتعدى إلى ثلاثة مفاعيل ، لأنه خبر أجري مجرى الإعلام. فكما أن (أعلم) يتعدى إلى ثلاثة مفاعيل ، فكذلك عدّي (نبّأ) حملا عليه. لأن العرب ، تحمل الشيء على الشيء ، إذا كان بمعناه. وقد أريناك نظيره في هذا الباب ، في موضعين : أحدهما : أرأيتك زيدا ما صنع ، حملوه على : أخبرني ، لما كان بمعناه. وكذلك قالوا : علمت زيد أبو من هو ، برفع زيد ، لمّا كان ما في حيّز الاستفهام ، بمعناه.
قال سيبويه (٦) : وتقول : أعلم الله زيدا عمرا ، خير الناس ، العلم اليقين إعلاما. فتنصب إعلاما ، بأعلم ، وتنصب العلم اليقين ، بمضمر. أي : فعلم العلم اليقين. ولا تنصبه بأعلم ، لأن الفعل الواحد لا ينصب مصدرين ولا ظرفين متفقين. فافهمه.
باب المفعول به وهو : الظرف
[قال أبو الفتح] : اعلم أنّ الظرف : كلّ اسم ، من أسماء الزمان ، والمكان ، يراد به معنى : (في) وليست في لفظه. كقولك : قمت اليوم ، و : جلست مكانك. لأن معناه : قمت في اليوم ، وجلست في مكانك. فإن ظهرت (في) إلى اللفظ ، كان ما بعدها اسما صريحا. وصار التضمن ل (في).
تقول : سرت في يوم الجمعة ، وجلست في البصرة.
[قلت] : اعلم أن الظروف ، إنما تكون ظروفا ، إذا دلت على : (في). لأنّ (في) حرف الظرف. فإذا تضمن الاسم معناه ، كان ظرفا. تقول : صمت يوما. ف (يوما) نصب على الظرف لأن معناه : صمت في يوم. فإن ظهرت (في) إلى اللفظ ، خرج عن الظرفية. وكانت المعاملة مع (في) دون الاسم وحده. يعني أنّ (في) ، مع الاسم كان ظرفا ، بمنزلة الاسم إذا لم يكن فيه معنى (في).
وقد يجوز أن تتسع في الظروف ، فلا تقدّر فيه معنى (في) فتنصبه ، نصب المفعول به. وهذا يظهر في موضعين : أحدهما : أنك إذا اتسعت فيه ، وتنصبه نصب المفعول به ، جازت الإضافة إليه.
تقول :
يا سارق اللّيلة أهل الدّار (٧)
قال : فتقول ، على هذا : يا مكتوب أيام معدودات. يعني أنك إذا نصبت (أياما معدودات)
__________________
(١) ١٥ : سورة الحجر ٥١.
(٢) ٢ : سورة البقرة ٣١.
(٣) ٢ : سورة البقرة ٣٣.
(٤) ٩ : سورة التوبة ٩٤.
(٥) ١٥ : سورة الحجر ٤٩.
(٦) الكتاب ١ : ٤١ ، وعبارته : (أعلمت هذا زيدا قائما العلم اليقين إعلاما).
(٧) من الرجز ، في : الكتاب ١ : ١٧٥ ، ١٧٧ ، ١٩٣ ، وابن يعيش ٢ : ٤٥ ، ٤٦ ، والخزانة ٣ : ١٠٨ ، ٤ : ٢١٥ ، ٢٣٣ ، ٢٣٥ ، ٦ : ٥٣٤.