ومن أمثلة ، ذلك قوله في تثنية الأسماء الخمسة على النقص ، نحو : أبان وأبين ، وأخان ، وأخين ، بأنها (لغية) عن بعض العرب (١).
٢ ـ شرح اللمع لابن برهان العكبري :
للإمام أبي القاسم عبد الواحد بن علي الأسدي المتوفى سنة ٤٥٦ ه (٢).
وأما منهج ابن برهان في شرح لمع ابن جني ، فنستطيع أن نتعرف سماته مما يأتي :
أـ طريقة الشرح : شرح ابن برهان ، اللمع كسابقه الثمانيني شرحا حرا فقلما نقل نصا متلوا بالشرح ؛ بل وضع أمامه أبواب كتاب اللمع ، عارضا لها بالشرح بابا بابا ، ولم يؤثر له شرح بالقول عدا شرحه لبابي النسب والتصغير ؛ إذ كان ينقل قول ابن جني تحت عبارة (قال أبو الفتح) ثم يشرحه (٣).
كما كان كتاب سيبويه حاضرا في ذهنه يمتح منه كل حين ، أحيانا بالمعنى كقوله : (في عرف سيبويه) (٤). وأحيانا أخرى بالنص ، كقوله في باب (لات) قال سيبويه : وزعموا أن بعضهم قرأ : (ولات حين مناص) (٥) بالرفع.
كما كان يستقي آراء أبي الحسن الأخفش من كتابه (معاني القرآن) فقد دار اسمه في شرحه كثيرا.
ب ـ أسلوبه : إن الناظر في شرح ابن برهان ، يدرك لأول وهلة عدم قدرة ابن برهان على تطويع العبارة ، وتذليلها على ما في ذهنه من معلومات ، فاتخذ أسلوبه بذلك منحيين :
الأول : يسير بعيد عن التعقيد المعنوي ، غير أن ارتباط الألفاظ بعضها ببعض ، وصياغة الجمل ، وتعاقب الفقرات ، جاء ضعيفا ، غثا ، خاليا من الرواء والجمال ، وأنقل ، مثالا على ذلك حديثه عن (كيف) وأقرن معه حديث الثمانيني عن هذه الأداة ، لتعرف الفرق بين الأسلوبين.
قال ابن برهان (٦) : (كيف) : اسم ، لأنك تقول : كيف زيد؟ فيكون ذلك كلاما تاما ، وقد صح أن (زيدا) اسم ، بقي الكلام في (كيف) ، فلو كانت حرف معنى ، كانت الجملة نداءا ، وليست كذلك ، ولو كانت فعلا ، انبغى أن يحسن قبلها (قد) أو (السين) أو (سوف) أو تكون أمرا أو نهيا ، وليس الأمر فيها كذلك ، فبقي أن تكون اسما ، ولأن الاسم هو الأصل ، والفعل هو الفرع ، فرددناها إلى الأصل.
__________________
(١) نفسه ٣٢.
(٢) حقق هذا الشرح الدكتور فائز فارس.
(٣) شرح اللمع لابن برهان ٦٠٩ ، ٦٣٨.
(٤) نفسه ٣.
(٥) ٣٨ : سورة ص ٣.
وينظر : الكتاب ١ : ٥٨.
(٦) شرح اللمع لابن برهان ٥.