أن يكون استفاده بدليل شرعي)) (١).
وقوله : وحكى أصحاب الشافعي ، رحمه الله ، عن الفراء ، وثعلب أنها أي (الواو) للترتيب (٢) ، وبه يقول الشافعي في آية الوضوء (٣).
ب ـ أسلوبه : لقد اتسم أسلوب العلوي باليسر ، والسهولة ، فقد جاء مراده مفهوما ، من خلال إيراد الأمثلة ، والإحاطة بالمطلب الذي يتولى شرحه ، وكان يشكل على نفسه بعبارات مختلفة ويجيب على ما افترض من إشكال محتمل ، وهذه السمة تنبسط على جميع كتابه ، فكان يقول : إن سأل سائل ، أو إن قال قائل ، ثم يجيب على تلك الأسئلة المفترضة ، بقوله : قيل له ، أو : والجواب على ذلك (٤). ثم إنه ، إن وجد صعوبة في بعض ألفاظ ابن جني ، عقد فصلا آخر في تفسير ذلك الغريب ، وشرح كل لفظة فيه (٥). وفوق كل هذا قد يعقد فصلا آخر في نهاية الباب بعنوان : (مسائل من هذا الباب) يذكر فيه ما يراه جديرا بالذكر من مسائل اللغة والنحو ، ومن أمثلة ذلك قوله في باب (الترخيم) ، وتحت هذا العنوان قال : إن سأل سائل : كيف ترخم (طيلسانا)؟ قيل له : قد اختلف في ذلك ؛ فعند الأخفش لا يجوز ترخيم (طيلسان) وحجته أن (طيلس) على وزن (فيعل) و (فيعل) لا يوجد اسما في الصحيح ؛ وإنما في المعتل ، نحو (سيد ، وميت) (٦).
ج ـ العلة : لقد اعتنى العلوي بالعلة النحوية ، فعلل كل ظاهرة إعرابية ، أو صرفية ، أو مسميات أحيانا ، ومثال ذلك قوله في تعليل تسمية الحركات الثلاث : النصب ، والرفع ، والجر ، بهذه التسميات ، فيقول : (فأما النصب ، فسمي نصبا ؛ لأنه وجد بعد الرفع ، فكأنك نصبته عليه وجعلته زيادة بيان للأصل ، وقال بعضهم سمي نصبا ؛ لأنه من الألف ، والألف من أقصى الحلق ، فأما الجر ، فسمي جرا لأنه ضد النصب ؛ لأن النصب قصدوا به الإعلاء ، والجر قصدوا به النزول فكأنك جررت الاسم بعد نصبك له.
وعلل العلوي ، هي العلل التعليمية المتداولة عند النحويين قبله ، وأحيانا يضيف إلى تلك العلل عللا أخرى ، ومن أمثلة ذلك ، قال أبو الفتح ، في باب النسب : (فإن كانت في الاسم تاء التأنيث ، حذفتها لياء النسب ؛ لأن علامة التأنيث لأتكون حشوا ، تقول في طلحة : طلحي ، وفي حمزة : حمزي).
قال العلوي : (إنه قد أشار إلى العلة ، ونذكر علة أخرى ، وهو أن (ياء) النسب تجري مجرى
__________________
(١) شرح اللمع للعلوي ٩٨.
(٢) وقال مع الفراء ، وثعلب والشافعي في إفادتها الترتيب : قطرب والربعي وأبو عمرو الزاهد وهشام ، ينظر : مغني اللبيب ١ : ٣٥٤ ، وتفسير القرطبي ٦ : ٩٨ ، إذ نقل المرويات واختلاف الناس في ذلك.
(٣) ٥ : سورة المائدة ٦ ، قال تعالى : (إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ.)
(٤) شرح اللمع للعلوي ١٨٣
(٥) نفسه ٢١٦ ـ ٢١٨
(٦) نفسه ١٤٩ ـ ١٥٣.