(هاء) التأنيث ، فلا يجوز الجمع بينهما) (١).
د ـ الشاهد النحوي : كان الشاهد القرآني هو المقدم عنده ، ثم يردفه بالشاهد الشعري ، وندر جدا استشهاده بالحديث النبوي ، وأمثال العرب ، وشاهد القرآن والشعر دارا في شرحه كثيرا ، فهو والثمانيني على سنن واحد في الإكثار من هذين الشاهدين.
٤ ـ شرح اللمع ، المسمى ب (الغرة) لأبي محمد سعيد بن المبارك الدهان المتوفى سنة (٥٦٩ ه).
وهو شرح كبير ، ما يزال مخطوطا ، اتبع فيه ابن الدهان المنهج الآتي :
أـ طريقة الشرح : هذا هو الشرح الوحيد ، من بين الشروح التي اطلعت عليها ، كان الشارح فيه قد شرحه بالقول فقد ألزم نفسه بذلك ، ولم يخرج عليه قط. إذ كان ابن الدهان يأخذ قول ابن جني ، كله ، أو جزءا منه ، وأحيانا عنوان الباب فقط ، وكل ذلك يضعه تحت عبارة : (قال أبو الفتح ، رحمه الله) ، وبعد انتهاء عبارة أبي الفتح ، يفتتح شرحه بقوله : (قال سعيد).
ومن أمثلة ذلك : (قال أبو الفتح رحمه الله) : ((والأسماء المضمرة على ضربين : منفصل ومتصل ، فالمنفصل على ضربين : مرفوع ومنصوب)).
قال سعيد : الحاجة الداعية إلى المضمر الاختصار وعدم اللبس ، وهو كما ذكر منفصل ومتصل ، وإنما يبنى عند قوم لأنه لا يلزم مسماه .. إلى آخر الفصل (٢).
وهو مع التزامه (بالقولية) هذه ، فقد وجدته يخرج كثيرا على نص ابن جني لفظا ، مع الحفاظ عليه روحا ، ومن أمثلة ذلك ، ما ورد في باب النداء ، إذ كان نص ابن جني هو : (الأسماء المناداة على ثلاثة أضرب : مفرد ، ومضاف ، ومشابه للمضاف من أجل طوله) (٣).
نقله ابن الدهان هكذا : (والأسماء المناداة على ثلاثة أضرب : مفرد ، ومضاف ، ومشابه للمضاف) (٤) ، فلم ينقل لنا عبارة (من أجل طوله). غير أن هذه العبارة لا تغيب عن ذهنه ، بل تبقى تلجلج في صدره ، فيشرحها بقوله : (والاسم الطويل كناية عن العامل رفعا ظاهرا أو موضعا ..) (٥).
وتتسم عبارة ابن الدهان بالوضوح ، فليس في كلامه معاظلة أو تعقيد ، أو إبهام ، مع مراعاة التمثيل لكل حالة أو قاعدة ، أو رأي.
ب ـ مصادره : لا ننس أن وفاة ابن الدهان كانت سنة (٥٦٩ ه) ؛ فكانت كل جهود أساطين النحو ، وجهابذة هذه الصناعة الذين سبقوه ، وآراؤهم ، مادته الأساسية في شرحه الكبير ، لذلك نجد أسماءهم تتردد في جملة الشرح ، حتى لا تكاد صفحة من صفحاته ، تخلو من اسم أحدهم ، أو من رأيه ، بل إنه ذو عناية بالآراء الفقهية المبنية على التعليلات النحوية ، فنجد
__________________
(١) شرح اللمع للعلوي ٢٥٢.
(٢) الغرة لابن الدهان ٤.
(٣) اللمع في العربية ١٩٥.
(٤) الغرة لابن الدهان ٢٥.
(٥) الغرة لابن الدهان ٢٩.