يقبل التقسيم. [وأما](١) ثنّيت واحدا فمعناه عطفته بخلاف خمّست أربعا. وتقول : هذه امرأة ثانية اثنتين ؛ فتؤنث. وثالثة ثلاث ، ورابعة أربع ؛ فتحذف الهاء ، ولا تحذف من اثنتين ؛ لأن إسقاط الهاء ، جاء فيما فوق الاثنين. وتقول : خامس خمسة ، إذا كان أربع نسوة معهن رجل ، تغلب التذكير ، فإن أردت أنه صيّر أربع نسوة خمسة ، قلت : خامس أربع.
فأما (أحد عشر) فالأصل فيه أن تشتق منه [١٤٥ / ب] ، فتقول : حادي عشر ، أحد عشر ، لكنهم حذفوا ، فقالوا : حادي أحد عشر ، ومنهم من يقول : حادي عشر. فإذا قلت : حادي أحد عشر ، فهو معرب. وإذا قلت : حادي عشر ، فهو مبني ؛ لأن الأول ثلاثة أشياء ، فلم يجز أن تصيّر كشيء واحد ، وجاء تصيير شيئين ، كالشيء الواحد. وكذلك تقول : عندي ثالث ثلاثة عشر ، وثالثة ثلاث عشرة ، على قياس : خامس أربعة ، وخامسة أربع. فأما قوله تعالى : (وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ)(٢) ، فمعناه : ولا تقولوا : إلهنا ثالث ثلاثة ، فحذف المبتدأ و «الموصوف] المضاف. وهذا هو التقدير ، لا غيره ؛ لأنه ردّ لقولهم : الله ثالث ثلاثة ، فقال ، لا تقولوا : هو ثالث ثلاثة ، فحذف واختصر.
باب الجمع
اعلم أن الجمع على ضربين : جمع سلامة ، وجمع تكسير. وقد ذكرنا في أول الكتاب طرفا من الجمع. وهذا الباب قصر فيه الكلام على جمع التكسير. وكان حقّه أن يذكر من جمع السلامة فصلا آخر. ولم يذكره ، فنقول في ذلك : إن الأسماء المجموعة ، لا تخلو : إما أن تكون صحيحة ، أو منقوصة ، أو مقصورة ، أو مضافة ، أو فيها ياء النسب.
الأول : قولك : زيد ، وعمرو. تقول : الزيدون ، والعمرون.
والمنقوص : قولك : قاض ، وداع. تقول : قاضون وداعون ، والأصل : قاضيون ، وداعيون ، استثقلت الضمة في الياء ، فحذفت الضمة ، وسكنت ، والواو بعدها ساكنة ، فحذفت الياء ، لالتقاء الساكنين.
فصار في الرفع (قاضون) وفي النصب ، والجر (قاضين).
وأما المقصورة ، فنحو : المثنّى ، والمعلّى ، وموسى ، وعيسى.
تقول في الجمع : مثنّون ، ومعلّون ، وموسون ، وعيسون. والأصل : مثنّيون ، حذفت الحركة من الياء ، فسكنت الياء. والواو بعدها ساكنة ، فحذفت الياء ، لالتقاء الساكنين ، فصار (مثنّون) في الرفع. وقال : (وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ)(٣). في الرفع. وقال : (وَإِنَّهُمْ عِنْدَنا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيارِ) (٤٧) (٤).
فعلى هذا تقول : ضرب موسونا عيسيكم. ف (موسونا) الفاعل ، والنون محذوفة للإضافة.
و (عيسيكم) مفعول به ، وحذفت النون ، [١٤٦ / أ] أيضا ، للإضافة.
__________________
(١) الأصل : بياض.
(٢) ٤ : سورة النساء ١٧١.
(٣) ٣ : سورة آل عمران ١٣٩.
(٤) ٣٨ : سورة ص ٤٧.