وأما المضاف ، نحو : عبد الله ، وعبد الرحمن ، وأبي زيد ؛ فإنك تقول : عبدو الله. والأصل (عبدون) فحذفت النون للإضافة ، وحذفت الواو لالتقاء الساكنين. فتقول : ضرب عبدو الله عبدي الرحمن. فالأول : الفاعل. والثاني : المفعول. وهؤلاء أبو زيد. والأصل : أبون ، فحذفت النون للإضافة ، لأنهم قالوا في (الأب) : أبون. وقد جاء في الشعر. [قال جرير] :
٣٣٣ ـ إذا بعض السّنين ، تعرّقتني |
|
كفى الأيتام فقد أبي اليتيم (١) |
أي : أبين ، فحذفت النون للإضافة.
ويجوز أن تقول : عباد الله ، وآباء زيد. ولا يجوز : آباء الزّيدين ؛ لأن المقصود : تعريف الأول بالثاني ؛ فيكفي الإفراد ، في الثاني ؛ لأنه يحصل به التعريف. وقد قالوا ، في مثل ذلك : هؤلاء أبناء عمّ.
وأما ما فيه ياء النسب ، فنحو : الأشعريّ. تقول في جمعه : الأشعرون ، ومثله قوله : (سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ) (١٣٠) (٢) ، وواحده : إلياسيّ ، فحذفت ياء النسب ، في الجمع ، وعوضت منها الواو ، والنون.
وأما إذا سميت رجلا (مساجد) و (مفاتيح) فإنك تقول في الجمع : مساجدون ، ومفاتيحون ، ولا تجمعه جمع التكسير ؛ لأن هذا اللفظ نهاية ، في الجمع. فإن سميته (أعدالا) جاز أن تقول في جمعه ؛ أعاديل ؛ لأن (أعدالا) جمع قلة ؛ وليست بنهاية في الجمع.
وإن سميته : ب (مسلمين) أو (زيدين) حذفت الواو ، والياء ، في الجمع ، فقلت : مسلمون ، ومسلمين. ولا تقول : مسلمونون ، ولا مسلمينين ؛ لأن الاسم لا يعرب من جهتين ؛ بل الإعراب ، تغيّر يلحق الآخر ، للفصل بين الفاعل ، والمفعول ، فيكتفى فيه بعلامة واحدة.
وأما قولهم (امرؤ) و (ابنم) فإن حرف الإعراب : الهمزة ، والميم ، والراء ، والنون ؛ إنما يتغيران على سبيل التبع ، للحرف الأخير. فتقول : هذا امرؤ ، ورأيت امرءا ، ومررت بامريء ، وهذا ابنم ، ورأيت ابنما ، ومررت بابنم. ومن قال : إنّ هذين الاسمين ، أعربا من جهتين ، فقد أخطأ ، في ذلك ؛ لما أعلمتكه.
وأما نحو : طلحة ، وحمزة ؛ فإنك تقول ، في جمعه : طلحات ، وحمزات. ولا تجمعه بالواو ، والنون ؛ كي لا يجمع على الاسم [١٤٦ / ب] الواحد علامة التذكير ، وعلامة التأنيث. فلا تقول : طلحتون. وعلى هذا القياس ، لو سميت رجلا (بنتا) لم تقل في جمعه : بنتون ؛ وإنما تقول : بنات.
وأما جمع التكسير ؛ فإنه ينقسم قسمين : جمع قلة ، وجمع كثرة.
وجمع القلة أربعة ألفاظ (٣) (أفعال) نحو : أنعام ، وأعدال. و (أفعل) نحو : أكلب. و (أفعلة) نحو : أقفزة. و (فعلة) نحو : غلمة ، وصبية. وما عدا هذه الألفاظ ، فهو جمع كثرة ، نحو : فعال ، وفعول ، وفعلان ، ومفاعيل ، وأشباه ذلك.
وجمع القلة قد أجروا عليها حكم الآحاد ، في مواضع من كلامهم ، فعاملوها معاملة الآحاد.
__________________
(١) سبق ذكره رقم (٤٨) ، (٤٣).
(٢) ٣٧ : سورة الصافات ١٣٠.
(٣) يعني بها : ألفاظ أبنية هذا الجمع.