(أن). [قال الشاعر] :
٣٤٢ ـ فقالوا : ما تشاء؟ فقلت : ألهو |
|
... (١) |
وتقديره : فقلت : اللهو. لأنّ (أن) مضمرة.
واعلم أن العرب ، تقول : والله ، لئن جئتني لأفعلنّ. فقوله : لأفعلنّ : جواب القسم ، دون جواب الشرط ، وقد ناب عن جواب الشرط ، وأغنى عن ذلك. والدليل على أنه جواب القسم ، دون الشرط ، قوله تعالى : (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ)(٢). فرفع : لا يأتون ؛ لأنه جواب القسم. أي : والله ، لئن اجتمعت الإنس ، والجن.
[قال الشاعر] :
٣٤٣ ـ لئن عاد لي عبد العزيز ، بمثلها |
|
وأمكنني منها إذن ، لا أقيلها (٣) |
فرفع (أقيلها) لأنه جواب القسم. واللام في (لئن) جئتني. زائدة مؤكدة تؤذن بأنّ جواب القسم ، منتظر ، وليست اللام في (لئن) جئتني [١٥١ / ب] للقسم ، لأنها قد حذفت في قوله تعالى : (وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا)(٤).
وأما اللام ، في قولك (لعمرك) فقد ذكرنا أنه لام الابتداء ، دون القسم ؛ لأن القسم لا يدخل على القسم. ولهذا قال الخليل (٥) ، في قوله : (وَالشَّمْسِ وَضُحاها (١) وَالْقَمَرِ)(٦) : إنّ الواو الأولى للقسم ، والثاني للعطف ، والثالثة ، والرابعة كذلك. كي لا يدخل قسم على قسم ، قبل أن يجاب الأول.
واستدلّ على ذلك ، بقوله تعالى : (وَالذَّارِياتِ ذَرْواً (١) فَالْحامِلاتِ وِقْراً) (٢) (٧). ألا ترى كيف جاءت الفاء مكان الواو ، والفاء لا يكون للقسم ؛ فكذلك الواو للعطف دون القسم. وهذا بخلاف قول الفقهاء ؛ لأنهم يقولون ، في قولهم : والله ، والرحمن ، والرحيم : إنه ثلاثة أقسام ، ولا يجعلون الكلام قسما واحدا. وقول الخليل ، لا إشكال فيه ؛ بالدليل الذي ذكرناه.
باب الصّلة والموصول
اعلم أن الأصل ، في باب الصلة ، والموصول ؛ إنما هو (الذي) ثم (من) ثم (ما) ثم (أيّ).
اعلم أن (الذي) اسم مبني ، غير معرب. وإنما كان مبنيا ؛ لأنه اسم لا يتم إلا بما بعده ، فأشبه الحروف ؛ لأن الحروف ، إنما تتم بما بعدها. فلما كان كذلك بني ؛ لأنه كبعض الاسم. وبعض الاسم لا يستحق الإعراب.
__________________
(١) الكتاب ٣ : ١٠٥ ، ١٠٦.
(٢) ١٧ : سورة الإسراء ٨٨.
(٣) البيت من الطويل ، لكثير عزة ، في : ديوانه ٣٠٥ ، والكتاب ٣ : ١٥ ، والتحصيل ، ٣٨٤ ، والخزانة ٨ : ٤٤٧ ، ٤٧٣ ، ٤٧٤ ، ٤٧٦ ، ١١ : ٣٤٠.
وبلا نسبة في : شرح شذور الذهب ٢٩٠.
(٤) ٥ : سورة المائدة ٧٣.
(٥) الكتاب ٣ : ٥٠١.
(٦) ٩١ : سورة الشمس ١ ، ٢.
(٧) ٥١ : سورة الذاريات ١ ، ٢.