القسم الأول / الدراسة
المبحث الأول حياة جامع العلوم ومكانته العلمية
١ ـ حياته :
أـ اسمه ومولده ووفاته :
هو الشيخ ، الإمام ، الأجل ، نور الدين ، جامع العلوم ، أبو الحسن ، علي بن الحسين بن علي ، النحوي ، الضرير ، الباقولي ، الأصبهاني (١).
لم تذكر المصادر التي اطلعت عليها ، سنة ولادته ، إذ لم يكن يعتنى بوفاة المؤلف إلا بعد أن يشتهر ، وقليل من المؤلفين من ذكرت سنة ولادته ، ومع ذلك قد يختلف كتاب التراجم في سنوات وفيات كثير من المشاهير ، فذكر بعضها أنه كان حيا سنة (٥٣٥ ه) (٢). وذكر بعض آخر أن وفاته كانت سنة (٥٤٣ ه) (٣).
الغريب أن المصادر التي ترجمت له ، لم تذكر شيوخه ، أو من أخذ عنه علومه ، كما لم تذكر من تتلمذ له ، وأفاد منه ، ووصفته ؛ بالشيخ ، والإمام نور الدين ، وجامع العلوم ، والنحويّ ، وكلها أوصاف وألقاب تدل على التجلة الكبيرة التي حظي بها لدى مترجميه ، فوصفوه ولقبوه بذلك ، وأما (الباقولي) ؛ فلم أجد من ذكر عن هذه النسبة شيئا ، والباقولي في اللغة : هو الكوب ، أو الكوز بلا عروة (٤) ، فلعل أباه أو عائلته شهرت بصناعة البواقل ؛ أي : الكيزان ، فنسبت إلى هذه المهنة ، فلحقت هذه النسبة جامع العلوم ؛ فلقب ب (الباقولي) ، وأما (الأصبهاني) ؛ فلأنه نشأ في أصبهان ، أحد أقاليم إيران المشهورة (٥). وذكر القفطي أن له ولدا اسمه الصفي (٦).
ب ـ كتب جامع العلوم
لجامع العلوم مصنفات كثيرة ، فقد كان مولعا بالتأليف ؛ ولا سيما بما له اتصال بعلوم القرآن الكريم ، وعلم النحو. فمن كتبه التي عرفت عند الدارسين ، والباحثين ، تراثا غاليا ، يرى النور ، ويرى العلماء النور فيه ، هي :
١ ـ الجواهر : وهو الكتاب الذي حققه الأستاذ إبراهيم الأبياري باسم (إعراب القرآن المنسوب للزجاج) ، وطبعته دار الكتاب اللبناني عدة طبعات بثلاثة أجزاء.
__________________
(١) مخطوطة الكشف : صفحة العنوان ، ضمن رسالة ، الجامع النحوي ١ : ٢٢٣ ، ومعجم الأدباء ١٣ : ١٦٤ ، وإنباه الرواة ٢ : ٢٤٧ ، ونكت الهميان ٢١١ ، والبلغة ١٥٥ ، وبغية الوعاة ٢ : ١٦٠ وكشف الظنون ٢ : ١٤٩٣ ، وهدية العارفين ١ : ٦٩٧ ، والأعلام ٥ : ٩٠ ومعجم المؤلفين ٧ : ٧٥.
(٢) كشف الظنون ١ : ٦٠٣ ، ومعجم المؤلفين ، ٤ : ٧٥.
(٣) هدية العارفين ١ : ١٩٧ ، وفهرس المخطوطات العربية في صوفيا / منشورات دمشق ٢ : ١٣٠ ، ١٣١.
(٤) أساس البلاغة (بقل) ٤٧.
(٥) معجم البلدان ١ : ٢٠٦ ـ ٢١٠.
(٦) إنباه الرواة ٢ : ٢٤٧.