ذكر حلية الكعبة المعظمة ومغاليقها
أول من حلى الكعبة فى الجاهلية عبد المطلب جد النبى صلىاللهعليهوسلم بالغزالين الذهب اللذين وجدهما فى زمزم حين حفرها ، ذكر ذلك الأزرقى واضطرب كلامه فى أول من حلاها فى الإسلام ، فنقل عن جده أن الوليد بن عبد الملك أول من ذهب البيت فى الإسلام ، وذكر فى موضع آخر أن عبد الملك بن مروان ضرب على الأسطوانة الوسطى من أسفلها إلى أعلاها صفائح الذهب انتهى. وذكر المسبحى ما يخالف ذلك وأن ابن الزبير جعل على الكعبة وأساطينها صفائح الذهب ومفاتيحها من الذهب انتهى.
وقال الفاكهى (١) فى الأوليات بمثله وأول من عمل الذهب على باب الكعبة فى الإسلام عبد الملك بن مروان ، وذكر أيضا أن الوليد بن عبد الملك بن مروان أول من جعل الذهب على ميزاب الكعبة ، وذكر الأزرقى أن الوليد بن عبد الملك بعث إلى واليه خالد بن عبد الله بستة وثلاثين ألف دينار ، فضرب منها على باب الكعبة صفائح الذهب وفى ميزاب الكعبة وعلى الأساطين التى فى داخلها والأركان ، ثم لما ولى الأمير محمد بن هارون الرشيد العباسى أرسل أيضا إلى عامله سالم بن الجراح بثمانية عشر ألف دينار ليجلى بها باب الكعبة فقلع ما كان بها من الصفائح وزاد عليها ما بعثه الأمين وضربه على الباب صفائح ومسامير ، وحلى به الباب وجعل له حلقتين من ذهب وجعل أعتابه من الذهب ، وأن المتوكل العباسى حلاها أيضا حلية جيدة ، وذكر (٢) السهيلى أن الوليد بن عبد الملك حلى ميزاب الكعبة وسقفها بالذهب والفضة الذى كان فى مائدة سيدنا سليمان بن داود صلىاللهعليهوسلم ، وكانت حملت له من طبيطلة من جزيرة الأندلس على بغل قوى فتفسخ تحتها ، وكان لها أطواق من ياقوت وزبرجد ، وفى كلامه ما يشعر بأن الوليد ليس أول من حلاها ، ثم حلاها الملوك وغيرهم بعد ذلك على الترتيب ، فمن ذلك أن المعتقد العباسى حلا بابها فى سنة إحدى وثمانين ومائتين ، ومن ذلك أن الخليفة المقتدر العباسى حلى بالذهب
__________________
(١) أخبار مكة ١ / ١٢٠.
(٢) الروض الانف ١ / ١٢٠.