مات فيه من حجرة عائشة رضى الله عنها وكانت هى وسائر الحجر خارج المسجد من قبلية وشرقية قيل : وشامية لكن لما كانت فى زمن الوليد بن عبد الملك عمر هذا المسجد وغيره ، وكان نائبه على المدينة عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه ، فأمر أن تشترى الحجر وتزاد فى المسجد ، فاشتريت فى ملاكها ورثة أزواجه وزيدت فى المسجد ، فدخلت حجرة عائشة فسدوا باب الحجرة وبنوا حائطا عليها غير الحائط القديم فلم يتمكن أحد من الدخول إلى قبره صلىاللهعليهوسلم ، وبنيت الحجرة الشريفة منحرفة عن القبلة وثلثت لما بنيت فلم يجعل حائطها الشمالى على سمت القبلة ولا جعل مسطحا حتى لا يصلى إليها ، وكذلك قصدوا ذلك قبل أن تدخل الحجرة الشريفة فى المسجد ، فروى ابن بطة بإسناد معروف عن هشام بن عروة قال : حدثنى أبى قال : كان الناس يصلون إلى القبر ، فأمر عمر بن عبد العزيز فرفع حتى لا يصلى إليه الناس ، فلما هدم بدت قدم بساق وركبة ففزع من ذلك عمر بن عبد العزيز ، فأتاه عروة وقال : هذه ساق عمر بن الخطاب رضى الله عنه وركبته ، فسرى عن عمر بن عبد العزيز ، والحاصل أن الحجرة بنيت منحرفة عن القبلة مسنمة لئلا يصلى إليها أحد رواه مسلم عن أبى مرثد الغنوى ، قال : وكان ذلك بعد موت عامة الصحابة الذين كانوا بالمدينة ولم يبق إلا من أدرك النبى صلىاللهعليهوسلم ولم يبلغ سن التمييز الذى يؤمر فيه بالطهارة والصلاة ، وروى عن عروة نازلت عمر بن عبد العزيز فى قبر النبى صلىاللهعليهوسلم أن لا تجعل فى المسجد أشد المنازلة ، فأبى وقال : كتاب أمير المؤمنين لا بد من إنفاذه ، وعن عطاء الخراسانى ما رأيت يوما أكثر باكيا من ذلك اليوم ، وسمعت سعيد بن المسيب يقول : والله لوددت أنهم تركوها على حالها فينشأ ناس من أهل المدينة ويقدم قادم من الآفاق فيرى ما اكتفى به رسول الله صلىاللهعليهوسلم فى حياته ويكون ذلك مما يزهد الناس فى التفاخر والتكاثر فيها ، قال : وليست الصلاة عند قبورهم أو قبور غيرهم مستحبة عند أحد من أئمة المسلمين ، بل الصلاة فى المساجد التى ليس فيها قبر أحد من الأنبياء والصالحين وغيرهم أفضل من الصلاة فى المساجد التى فيها ذلك باتفاق أئمة المسلمين ، بل الصلاة فى المساجد التى على القبور إما محرمة أو مكروهة ، وإنما منع من اتخاذ قبره مسجدا لأنه لو صار كذلك لأكبّ الناس عليه يطوفون به ويحجون إليه وهذه من حقوق الله تعالى لا يشركه فيها أحد ، فكان من حكمة الله تعالى دفنه صلىاللهعليهوسلم فى حجرته ومنع الناس من مشاهدة قبر ، والعكوف عليه لهذا لما خيف الفتنة حين ظهور قبر سيدنا دانيال صلىاللهعليهوسلم زمن