واتصلت إلى زمن النبى صلىاللهعليهوسلم ، ثم لما ظهر الإسلام وكثر المسلمون استمر الحال على ذلك الوضع فى زمن النبى صلىاللهعليهوسلم وزمن خليفته أبى بكر الصديق رضى الله عنه ، ثم زاد ظهور الإسلام وتكاثر المسلمون فى زمن أمير المؤمنين عمر الفاروق رضى الله عنه ، قال الأزرقى : كان المسجد الحرام ليس عليه جدران يحيط به وإنما كانت دور قريش محدقة به من كل جانب غير أن بين الدور أبوابا يدخل الناس منها إلى المسجد الحرام ، ولما كان زمن عمر رضى الله عنه وضاق المسجد ولزم توسيعه اشترى دورا حول المسجد وهدمها وأدخلها فى المسجد ، وبقيت دورا أحتيج إلى إدخالها فى المسجد وأبى أصحابها من بيعها ، فقال لهم عمر رضى الله عنه : أنتم نزلتم فى فناء الكعبة وبنيتم به دورا وتملكون فناء الكعبة والكعبة لم تنزل فى سوحكم وفنائكم ، فقومت الدور ووضع ثمنها فى جوف الكعبة ثم هدمت وأدخلت فى المسجد ، ثم طلب أصحابها السلم فسلم إليهم ذلك ، وأمر ببناء جدار قصير دون القامة وكانت المصابيح توضع عليه ، وكان عمر رضى الله عنه أول من اتخذ الجدار للمسجد الحرام فجعله محيطا بالمسجد وجعل فيه أبوابا كما كانت بين الدور قبل أن تهدم جعلها فى محاذاة الأبواب السابقة ، ثم كثر الناس فى زمان أمير المؤمنين عثمان رضى الله عنه فأمر بتوسيع المسجد واشترى دورا حول المسجد هدمها وأدخلها المسجد ، وأبى جماعة عن بيع دورهم ، ففعل كما فعل عمر رضى الله عنه وهدم دورهم وأدخلها المسجد ، فضج أصحاب الدور وضاقوا ذرعا ، فدعاهم وقال لهم : إنما جرأكم علىّ حلمى عليكم ألم يفعل بكم ذلك عمر فلا ضج به أحد ولا صاح عليه وقد احتذيت حذوه فضجرتم منى وصحتم على ، ثم أمر بهم إلى الحبس فشفع فيهم عبد الله بن خالد بن أسيد فتركهم ، وكانت زيادة أمير المؤمنين عمر رضى الله عنه فى سنة سبع عشرة من الهجرة بتقديم السين ، وزيادة أمير المؤمنين عثمان رضى الله عنه فى سنة ست وعشرين من الهجرة ، فابتاع منازل الناس ووسع بها المسجد وعمره ، وجعل له أروقة فكان رضى الله عنه أول من اتخذ الأروقة للمسجد الحرام وكان المسجد الحرام غير مسقف ، وكان الناس يجلسون حول الكعبة بالغداة والعشى يتتبعون الأفياء ، فإذا قلص قامت المجالس واستمر المسجد غير مسقف