تعالي : «وجعلنا السماء سقفا محفوظا» ووقع فى الأكثر ذكر السماء مقدما على الأرض والسماء مؤثر والأرض متأثر والمؤثر أشرف من المتأثر ولعل هذا الخلاف وقع فيما بين الأرض والسموات السبع فقط دون العرش والكرسى واللوح المحفوظ المكتوب فيه القرآن الشريف ، وينزل منه الروح الأمين مع ما انضم له من القلم والجنة فتأمل ، وأما أفضل السموات فذهب بعضهم إلى أن السماء الأول أفضل مما سواهما ؛ لقوله تعالى : (وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ)» وكذلك الأرض الأول أفضل مما تحتها لاستقرار ذرية آدم صلىاللهعليهوسلم فيها كذا ذكره ابن العمار فى كشف الأستار والذى ذكره السيوطى فى الهيئة السنية «عن ابن عباس» أنه قال : سيد السموات التى فيها العرش ، ولعل المراد السماء التى فى جهة العرش لأن العرش فيها ، ولعل وجه استدلال ابن العمار بقوله تعالى : (وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ) من حيث نسبة تزيينها إلى الله تعالى ، وإن لم يتحقق كون ما عدا القمر فيها قال القاضى فى تفسير قوله تعالى (إِنَّا زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ) ما نصه : وركوز الثوابت فى الكرة الثامنة وما عدا القمر من السيارات فى الست المتوسطة بينها وبين سماء الدنيا إن تحقق لم يقدح فى ذلك فإن أهل الأرض يرونها بأسرها كجواهر مشرقة متلألئة على سطحها الأزرق بأشكال مختلفة انتهى وقال آخرون : الأرض أفضل لأن الله تعالى وصف بقاعا فى الأرض بالبركة وقال فى «البقعة المباركة» وقال : «المسجد الأقصى الذى باركنا حوله» ووصف جملة الأرض بالبركة فقال تعالى (وَبارَكَ فِيها وَقَدَّرَ فِيها أَقْواتَها) وفيه كما قال الكازرونى : إن وصفها بالبركة لا يدل على إشرفتيها بل على شرفها نعم استدل لذلك بأن الأنبياء خلقوا من الأرض وهى مدفنهم ومستقرهم وهم أفضل من الملائكة لا يقال السماء لم يقض الله فيها بخلاف الأرض لأنا نقول هذه مزية ، وقد يكون فى المفضول مزايا على أن ذلك منتقض بما وقع لآدم وحواء وإبليس وادعائهم أنهم لم يكونوا فى السماء يحتاج لدليل ، وعلى النزل تكون المعصية تقع فى محل دون محل مقتضى أفضلية الثانى لذاته غير مسلم فعلى مدعية إثبات بدليل يدل له هذا ، وقد قال سلطان العلماء «العز بن عبد السلام» أن الأزمنة والأمكنة كلها متساوية ، ويتفاضلان بما يقع فيهما لا يصفان قائمة بهما