بين كل أرضين مسيرة خمسمائة عام كما ورد به الأخبار وذكر البغوى : أن السموات مختلفة الأجناس بخلاف الأرضين لاتحاد جنسهما وهو التراب وعبر القاضى فى سورة الأنعام بقوله : وجمع السموات دون الأرض وبين مثلهن لأن طبقاتها مختلفة بالذات متفاوتة الآثار والحركات ، واعترض الكازرونى وابن كمال الوزير وسعدى أفندى بأن ذلك يوافق كلام الفلسفة فإنهم يقولون لكل فلك هيولى ، وصورة نوعية خاصة ، ولا يوافق مذهب أهل السنة فإنه لا يصح فى ذلك شىء يدل على كونها مختلفة بالذات والحقائق بل المحققون من المتكلمين على أن الأجسام كلها متساوية فى تمام الماهية فحقيقتها غير مختلفة عندهم لتركبها من الجواهر الأفراد المتماثلة عندهم فإنها جميعا متجانسة عندكم ، وبه استدلوا على جواز قبول السموات الخرق والالتئام وإمكان المعراج ولعل استفادة اختلافها بالذات ممن حركاتها المتفاوتة الأثار لأن الطبيعة الواحدة لا يصدر عنها الأفاعيل المتناهية ، وهذا أيضا على مذهبهم فإن التنوع إنما يثبت أن الفاعل بكل هو الله تعالى تجب إرادته فيمكن أن تكون السموات متحدة بالنوع مختلفة الحركات بارادة القادر المختار وههنا نظر وهو ان القائل أن يقول لم لا يجوز أن تكون السموات متحدة مع أن اختلاف الحركات بواسطة التشخصات وقال بعضهم إن القاضى كثيرا ما يخالف الأشاعرة فى تفسيره ، وتماثل الجواهر غير ظاهر ودليلهم عليه ليس تاما وقد روى أن السموات سبع وأن الأول من زمردة إلى آخر ما تقدم وقد فتح مولانا سنان افندى عبارة القاضى المذكورة فى الأنعام حيث قال قوله لأن طبقاتها متفاصلة بالذات مختلفة بالحقيقة ، فإما أن يؤيد بالاختلاف الذاتى التفاصل بالذات والهوية ولا يلتفت إلى ما قيل أن الأرض سبع طبقات وفى كل طبقة مخلوقات بعدم ثبوته ويؤيده أن قيل المراد من قوله تعالى (وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَ) أنها سبع أقاليم على حسب سبع سموات وسبع كواكب فيها وبين السيارة فان لكل واحدة من هذه الكواكب خواص يظهر آثار تلك الخواص فى كل إقليم فيصير سبعة بهذا الاعتبار ، وإما أن يريد به الاختلاف بالماهية لقوله مختلفة بالحقيقة ويؤيده ما روى أن السماء الأول من زمردة خضراء إلى آخر ما سبق ولا يلزم من كون المصر من الأشاعرة القائلين بتركب الأجسام من الجواهر