الفردة المتماثلة أن يقول بعدم اختلاف الأجسام بالحقيقة لعدم المحيص لمن قال بتجانس الجواهر الأفراد عن جعل الأعراض منضمة إلى تلك الجواهر وإلا لكانت الأجسام كلها مثماثلة فى الحقيقة ، وإنه ضرورى البسط لأن كذا فى شرح المواقف إلا أنه يلزمهم القول بعدم الفرق بين الجواهر والأعراض فى التجدد والبقاء ضرورة استلزام تجدد الجزء بتجدد الكل لكن المشهور من مذهبهم القول ببناء الأجسام ، وعدم بقاء الأعراض ، فلزمهم القول بعدم اختلاف الأجسام فى الحقيقة فلا محيص إلا بأن يقال لعلم القاضى لم يقل بتجديد الأعراض أو بتماثل الجواهر الأفراد لعدم تمام دليل شىء منهما ثم إن حديث اختلاف الآثار والحركات إشارة إلى ما قيل أن السماء جارية مجرى الفاعل ، والأرض مجرى القائل ، فلو كانت السماء واحدة لتشابه الأثر وهو يحمل بمصالح هذا العالم وإذا تعددت اختلفت الاتصالات الكوكبية فيحصل بها الفصول الأربعة وساير الأحوال المختلفة فينتظم مصالح العالم وأما الأرض فهى قابله والقابل الواحد كان فى القبول وحاصله أن اختلاف الآثار دل على تعدد السماء دلالة عقلية. والأرض وإن كانت متعددة لكن لا دليل عليه من جهة العقل فلذلك جمعها دون الأرض فكل منهما وإن تعدد فى نفسه لكن قام دليل من جهة العقل على تعدد السماء هو اختلاف الآثار والحركات ، دون تعدد الأرض فلتفاوتهما من تلك الحبستيه جمع الأول يكون حقيقا به دون الثانى إشارة إلى تفاوتهما بل ذكره باسم غير المنافى لتعدده فى نفسه وأما دلالة اختلاف الحركات بأن يكون بعضها إلى جانب وبعضها إلى آخر على تعدد المتحرك فظاهر». انتهى أقول : مع تجويز صدور الأشياء عن الواحد كما عليه الأشاعرة وهو الحق فأى دلالة فى اختلاف الآثار على التعدد ولم لا تكون صادرة عن شىء واحد فلا دلالة على التعدد وما قاله العلامه سنان أفندى من أن دلالة اختلاف الحركات على التعدد ظاهرة بشىء على قول من لا يعتد به ، وغاية ما استندوا إليه أنهم وجدوا فى بادى الرأى جميع تلك الكواكب متحركة بالحركة اليومية الشريعية من المشرق إلى المغرب ، فأثبتوا لها فلكا آخر وكذلك وجدوا الكواكب السبعة السيارة ذوى حركات غريبة مختلفة غير متشابهة فأثبتوا لكل منها فلكا فصارت تسعا ويا ليت شعرى مع