له ابن بقدره وحياله فكان حياله موضع الكعبة فبناها فيه ، وأما الخيمة فقد يجوز أن يكون أنزلت وضربت فى موضع الكعبة فلما بنى الكعبة كانت الخيمة حولها طمأنينة لقلب آدم ما عاش ، ثم رفعت فشقق هذه الأخبار وتقدم ما فيه وما فى كلام المؤرخ فتذكره ، وروى الأزرقى عن عبد الله بن أبى زياد قال : لما أهبط الله تعالى آدم من الجنة قال : يا آدم ابن لى بيتا بحذا بيتى الذى فى السماء تتعبد فيه أنت وولدك كما تتعبد ملائكتى حول عرشى ، فهبطت عليه الملائكة فحفر حتى بلغ الأرض السابعة فقذفت فيه الملائكة الصخر حتى أشرف على وجه الأرض وهبط آدم بياقوتة حمراء مجوفة لها أربعة أركان بيض ، فوضعها على الأساس فلم تزل الياقوتة كذلك حتى كان زمن الغرق ، فرفعها الله تعالى ومقتضى هذه الرواية أن سيدنا آدم ـ صلىاللهعليهوسلم ـ لم يستكمل البناء وإنما بنى الأساس فقط فليتأمل. وأما سبب بناء الخليل ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ فروى عن مجاهد ـ رضى الله تعالى عنه ـ أن موضع الكعبة أى البيت كان قد خفى ودرس من الغرق أيام الطوفان فصار موضعه أكمة حمراء مدرة لا يعلوها السيول غير أن الناس يعلمون أن موضع البيت ـ فيا منالك ـ ولا يثبتونه فكان المظلوم يأتيه من أقطار الأرض ويدعو عنده المكروب فقيل من دعا هنالك إلا استجيب له وعن ابن عمر كانت الأنبياء يحجونه ولا يعلمون مكانه حتى بوأه الله لخليله واعلمه مكانه وروى أن هودا وصالحا ومن آمن بهما حجوا البيت وهو كذلك نقل العلامة السيوطى فى بعض كتبه أن جميع الأنبياء حجوا البيت إلا هودا وصالحا فإنهما تشاغلا بأمر قومهما فمات ولم يحجا وإن آدم لما حج حلق جبريل رأسه بياقوتة من الجنة وقد تقدم الكلام على من حج من الأنياء فلما بوأنا الله الخليل مكان البيت وأمره ببنيانه بقوله تعالى (وَإِذْ بَوَّأْنا لِإِبْراهِيمَ مَكانَ الْبَيْتِ) وقوله «وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت» الآيتين أقبل من الشام وسنه يومئذ مائة سنة وسن إسماعيل ستة وثلاثون سنة وفى كلام الشامى وسن إسماعيل ثلاثون سنة وأرسل الله معه السكينة والعز والملك دليلا حتى أتوا البيت الحرام فقال لابنه إسماعيل ـ عليهالسلام ـ : إن الله تعالى قد أمرنى أن أبنى له بيتا فقال له إسماعيل : وأين هو؟ فأشار أكمة مرتفعة عليها رضراضى من حصبا فقال الجعران عن