القواعد ويقولان : ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ، ويحمل إسماعيل الحجارة على رقبته وإبراهيم يبنى. قال المحقق التفتازانى فى حواشى الكشاف : قوله كان إبراهيم يبنى بشبه أن يكون تقديم القواعد على عطف إسماعيل إشارة إلى هذا. انتهى وقال البيضاوى : وإسماعيل كان يناوله الحجارة ولكنه لما كان له مدخل فى البناء عطف عليه وقبل كانا يبنيان فى طرفين أو على التناوب. انتهى فلما ارتفع البناء وشق على الخليل تناول الأحجار قرب له إسماعيل المقام فكان يقوم عليه ، وسيأتى الكلام عليه سقوفا والصرد بضم الصاد وفتح الراء المهملتين طائر منخم الرأس فوق العصفور يصيد العصافير ، وقيل إنه أولى طائر صام الله وقال أبو حاتم : الصرد طائر يقع أبيض البطن ، أخضر الظهر ، منخم الرأس والمنقار له برسن ، ويصطاد العصافير وصغار الطير ، وزاد بعضهم على هذا فقال : ويسمى الأجوف لبياض بطنه ، والأخطب لخضرة ظهره ، والأخبل لاختلاف لونه فى المصباح : هو نوع الغربان والأنثى صردة والجمع صردان ويقال له : الواق وكانت العرب تتطير من صوته وتقتله فنهى عن قتله ونهى الطيرة ، ومنه نوع أسود تسميه أهل العراق العقعق ، وأما الصرد المهام : فهو البرى الذى لا يرى فى الأرض ويقتر من شجرة إلى شجرة ، وإذا اضطر واضجر أورك وأخذ فصيرق كالصقر ويصيد العصافير والسلينة لها رأس كرأس البرة وخبامان وفى رواية كأنها غمامة أو ضبابة تغشى الأرض كالدخان فى وسطها كهيئة الرأس تتكلم وكانت بمقدار البيت فلما انتهى الخليل ـ صلوات الله عليه ـ إلى مكة وقفت فى موضع البناء ونادت : يا إبراهيم ابن على مقدار ظلى لا تزيد ولا تنقص وفى أخرى كأنها تطوقت ما الأساس الأول كأنها حية ، وفى أخرى أنها لم تزل راكدة تظل إبراهيم وتهديه مكان القواعد فلما رفع القواعد قدر قامة انكشفت قال السهيلى فى روضة السكينة من شان الصلاة قال صلىاللهعليهوسلم : «وآتوها وعليكم السكينة». انتهى فجعلت علما على قبلتها حكمة من الله تعالى وروى أن السكينة قالت لإبراهيم عليه الصلاة والسلام ربضت على البيت فلذلك لا يطوف بالبيت ملك ولا أعرابى نافر ولا جبار إلا رأيت عليه السكينة وذكر أن الخليل لما حفر من القواعد أبرز عن ربض كأمثال خلفة الأبل لا يحرك الصخرة إلا ثلاثون رجلا