وكان يبنى كل يوم ساقا وهو المدماك فى عرفنا الآن وعبارة الشامى وهو العرق من الحائط قال ابن عباس ـ رضى الله تعالى عنهما ـ : أما والله ما بنياه بقصة ولا مدد ولا كان معهما ما يسقفاه ولكنها أعلماه وطافا به ، وفى رواية رضماه رضما فوق القاعدة ولم يسقفاه والرضم أى رص الحجارة بعضها على بعض بغير بلاط ، والقصة بفتح القاف قال الشامى : الجبر وبعضهم هى النورة أو شبهها قال التقى الفاس : وقد اختلف فى عدد الجبال التى بنى منها الخليل الكعبة فقيل : خمسة وهذا يروى عن أبى قلابة وعن قتادة ولكن بينهما اختلاف فى الجبال التى بنى منها ، فإن أبا قلابة قال من حرى وثبير ولبنان والطور والجبل الأحمر وقتادة قال : بناه من طور سيناء وطور زيتا ولبنان والجودى وحراد قيل : بناه من ستة أجبل : من أبى قبيس ، والطور ، ومن القدس ، ومن ورقان ، ومن رضوى ، ومن أحد وهذا ذكره الفاكهى وقيل : بناه من سبعة أجبل ذكره الأزرقى عن عثمان بن ساج. انتهى وقال السهيلى بناه الخليل عليه الصلاة والسلام من أخمسة أجبل كانت الملائكة تأتيه بالحجارة منها وهى : طور سيناء وطور زيتا اللذين بالشام والجودى وهو جبل بالجزيرة بالقرب من الموصل ولبنان وحراء وهما بالحرم وعبارة الكشاف وأسسه من حرام ثم قال : وانتبه لحكمة الله تعالى كيف جعل بناها من خمسة أجبل فشاكل ذلك معناها اذ هى قبلة للصلوات الخمس وعمود الإسلام وقد بنى على خمس. انتهى قال بعض العلماء : وفى كون لبنان بالحرم نظر إذ لا يعرف ذلك وعباره الشامى ولبنان بضم أوله واسكان ثانيه جبل بالشام وروى الازرقى عن عطاء بن السايب ان إبراهيم صلىاللهعليهوسلم رأى رجلا يطوف بالبيت فأنكره فسأله ممن أنت؟ قال : من أصحاب ذى القرنين؟ قال : وأين هو؟ قال : بالأبطح فتلقاه إبراهيم فاعتنقه ، فقيل لذى القرنين : لم لا تركب قال : ما كنت لأركب : وهذا يمشى فحج مايا وروى ابن أبى حاتم عن عليا ابن احمر أن ذا القرنين قدم مكة فوجد إبراهيم وإسماعيل يبنيان الكعبة فاستفهمهما عن ذلك فقالا نحن عبدان مأموران فقال من يشهد لكما فقامت خمسة أكبش فشهدت فقال : قد صدقتما ثم مضى قلت : قد نقل الفاكهى أن الخليل عليه الصلاة والسلام حفر زمزم لأنه قال بعد أن ذكر جعرافى إخراج جبريل ماء زمزم لإسماعيل فحفر