إبراهيم بعد ذلك ثم غلب عليهما ذو القرنين. انتهى قال العلامة الفاسى : وهذا غريب والله اعلم فلما انتهى الخليل عليهالسلام من البناء إلى موضع الحجر بالفتح طلب من إسماعيل حجرا يضعه ليكون علما على بدأة الطواف فجاءه جبريل بالحجر الاسود قيل نزل به من الجنة وقيل : جاء به من أبى قبيس لأن الله استودع الحجر أبا قبيس لما غرقت الأرض وفى رواية أن الحجر نفسه نادى الخليل من ابى قبيس ها أنا ذا فرقا النيه فأخذه فوضعه فى موضعه هذا. وظاهر كلام الكشاف أن بناء الخليل للبيت أدركته هاجر ، فإنه قال فى قوله تعالى : (رَبَّنا وَاجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ) وترى مسلمين على الجمع كانهما أراد أنفسهما وهاجر. انتهى وتبعه القاضى والذى يدل عليه مساق ذكرهم للقصة أن أمه انتقلت قبل بناء الكعبة. فليراجع ، وجعل الخليل ـ صلوات الله عليه ـ طول البيت فى السماء تسعة أذرع وعرضه فى الأرض اثنين وثلاثين ذراعا من الركن الأسود إلى الركن الشمالى الذى عنده الحجر بكسر الحاء من وجهه ، وجعل عرض ما بين الركن الشامى إلى الغربى الذى فيه الحجر ـ بالكسر ـ أثنين وعشرين ذراعا ، وجعل طول ظهرها من الركن العربى إلى الركن اليمانى إحدى وثلاثين ذراعا ، وجعل عرض شقها اليمانى من الركن الأسود إلى الركن اليمانى عشرين ذراعا فلذلك سميت كعبة لأنها على خلقة الكعب ، وكذلك بنيان أساس آدم عليهالسلام وجعل بابها بالأرض غير مبوب حتى كان تبع أسيد الحميرى هو الذى جعل لها بابا وغلقا فارسيا وكساها كسوة تامة ، ونحر عندها ، وجعل الخليل الحجر ـ بكسر الحاء ـ إلى جنب البيت عريشا من أراك تقتحمه العنز وكان زربا لغنم إسماعيل وحفر فى بطن الكعبة جاعل يمين الداخل يكون خزانة للبيت يلقى فيه ما يهدى للكعبة وهو الذى نصب عليه عمرو بن لحى هبل صنم قريش الذى كانت تعبده وتستقسم عنده بالأزلام ، أقول : ولعله ـ والله أعلم ـ هو المراد بقول أبى سفيان بن حرب فى يوم أحد أكل هبل ، ثم عدا على ذلك الجب قوم من جرهم فسرقوا ما فيه من أموال الكعبة وحليتها مره بعد أخرى فبعث الله الحية لحراسته ، وهى التى اختطفها العقاب كما تقدم ـ والله أعلم ـ فقوله ثم عدا على ذلك ـ هكذا وقع فى عبارة جمع من المتأخرين