ألف وسق ويحصد مائة ألف وسق حنطة فأقبل ابن سينا يسرع من الحرة يريد الأموال فلما انتهى إلى الحارث منعوه فأعلم أمير المدينة عثمان بذلك فأرسل إليه ثلاث من الحراس فأجابوه ففدا ابن سينا فذبوه فرجع إليه الأمير فقال ارجع لهم وبعث بعض جنده معهم فرضت قريش للأنصار ، وتغاتم الأمير فكتب عثمان إلى يزيد بذلك وحرضه على أهل المدينة فقال : والله لأبعثن إليهم الجيوش لأوطئنها الخيل ، فبعث مسلم بن عقبة فى إثنى عشر ألفا وذكر الزركشى فى الإعلام أنه بعثه فى عشرة آلاف فارس وسبعة آلاف رجل وقال له : ادعو القدوم ثلاثا فإن هم أجابوك وإلا فقاتلهم فإذا ظهرت عليهم فأبحها ثلاثا للجند ، وأجهز على حركتهم ، واقتل مدبرهم ، وإياك أن تبقى عليهم وإن لم يعرضوا لك فامض إلى ابن الزبير فما تربوا تشاوروا أهل المدينة فى خندق رسول الله وشبكوا المدينة بالبنيان من كل ناحية وعملوا فى الخندق خمسة عشر يوما فلما وصل القوم عسكروا بالجرف وبعثوا رجالا أحرقوا المدينة فلم يجدوا مدخلا والناس علي أفواه الخنادق يرمون بالنبل وجلس مسلم بناصية راكم فرأى أمرا مهولا فاستعان بمروان وكان أهل المدينة قد أخرجوه وأهله من بنى أمية فلقى مسلم فرجع معهم وكلم مروان رجلا من بنى حارثة ورغبا فى الضيع وقال له : تفتح لنا طريقا فأكتب بذلك إلى يزيد فيحسن جائرتك ففتح لهم طريقا من قبلهم حتى أدخل له الرجال من بنى حارثة إلى بنى عبد الأشهل قال محمود بن لبيد : حفرت يومئذ فإنما أبتنا فى قومنا بنى حارثة وأخرج يعقوب بن سفيان بسند صحيح عن ابن عباس ـ رضى الله عنهما ـ قال : جاءت تأويل هذه الآية من سورة الأحزاب على رأس ستين سنة «ولو دخلت عليهم من أقطارها ثم سئلوا الفتنة لآتوها» يعنى إدخال بنى الحارثة أهل الشام على أهل المدينة فى دمعة الحرة قال يعقوب وكانت الوقعة سنة ثلاث وستين ولابن أبى خيثمة سند صحيح إلى أسماء قال سمعت أشياخ أهل المدينة يتحدثون أن معاوية ـ رضى الله عنه ـ لما احتضر دعا يزيد فقال له لو أن لك من أهل المدينة يوما فإن فعلوا فأمرهم بمسلم بن عقبة فإنى عرفت نصيحته فلما ولى يزيد وفد علبة بن حنظلة وجماعة فأكرمهم فرجع فحرص الناس على يزيد ودعى الناس إلى خلعة فأجابوه فبلغه فجهز مسلم بن عقبة فاستقبلهم أهل المدينة بجموع كثيرة فلما نشب القتال سمعوا فى جوف المدينة التكبير وذلك أن بنى حارثة أدخلوا قوما