رعيته واجتناب ما يخاف فيه تولد ضرر عليهم فى دين أو دنيا إلا الأمور الشرعية كافة الزكاة وإقامة الحد ومنها تألف قلوبهم وحسن حياتهم لا ينفرد أولا أو لا يتعرض لما يخاف تنفيذهم بسببه ما لم يكن فيه ترك أمر شرعى ثم أنه استخار ربه ثلاثة أيام فلما مضت أجمع أمره على نقضها ، ثم إنه ـ رضى الله عنه ـ أمر بهدم الكعبة وكان ذلك فى يوم السبت النصف من جمادى الأخرة سنة أربع وستين من الهجرة أخرجه الأزرقى وقيل سنة خمس وستين فلم يجرؤ على ذلك أحدو أخرج أهل مكة إلى منى وأقاموا بها ثلاثا خوفا من أن ينزل عليهم عذاب بسبب ذلك ، وخرج عبد الله بن عباس إلى الطائف فلما رأى ذلك ابن الزبير علاها بنفسه وأخذ المعول وجعل يهدمها فلما رأوا أنه لم يصبه شىء صعدوا معه وهدموه كذا ذكره جمع ، ولم يذكر الشامى أنه رمى بنفسه وإنما ذكر أنه معه صعد رجل فألقى منه حجارة ، فلما يره الناس أصابه شىء تابعوه ثم أن ابن الزبير أرقى عبيدا من الجيش يهدمونها ، رجاء أن يكون فيهم صفة الحبشى ص ١٤٢ الذى قال فيه صلىاللهعليهوسلم يخرب الكعبة ذو السويقتين فى الحبشة قال بعض العلماء وإنما صغره ذو السويقتين لأن فى سيقان الحبشة دقة وحموشة بالحاء المهملة والشين المعجمة قال فى الصحاح رجل حمش الساقين دقيقهما فيه العطف تفسيرى وتقدم ما لنا فى ذلك من البحث فإن هدم الجيش الذى أجربه النبى صلىاللهعليهوسلم إنما هو بعد سيدنا عيسى صلىاللهعليهوسلم وقد تقدم مبسوطا ـ لما انتهى ابن الزبير ـ رضى الله عنه ـ من هدم الكعبة حفر عن الأساس من نحو الحجر بكسر الحاء ليقف من قواعد إبراهيم صلىاللهعليهوسلم فلم يصب شيئا فشق عليه ذلك فبالغ فى الحفر ، ونزل بنفسه ، فكشفوا له عن قواعد إبراهيم فإذا بين صخرا مثال الحلف مثل الإبل عن بن طا أنه قال كنت فى الأمنا الذين جمعوا على حفرة محفورة قامة ونصف فهجموا على حجارة لها عروق تتصل بزرد وعروق المروة فحركوها بالعقل فتحركت قواعد البيت وارتجعت مكة بأسرها ، ورأوه بنيانا مربوطا بعضه ببعض فحمد الله بن الزبير وكبر ثم أصغى الناس وأمرهم بالإشراف منزلا وشاهدوا ذلك فى تاريخ الأزرقى أن ابن الزبير لما هدم الكعبة وسواها بالأرض كشف عن أساس إبراهيم صلىاللهعليهوسلم فوجده داخلا فى الحجر ستة أذرع ومشيا وحجار ذلك الأساس كأنما أعناق الإبل حجارة حمر أخذ بعضها فى بعض مشبكة كتشبيك الأصابع وأصاب فيه قبرا فقال هذا قبر أم إسماعيل عليه الصلاة