الخليل صلىاللهعليهوسلم؟ فإن كان كذلك فكيف يقبر فى الكعبة الشريفة سيدنا إسماعيل صلىاللهعليهوسلم فإنه مات بعد بنائها وأما أمه هاجر فقد ماتت قبل بناء الكعبة؟ فإن أجيب بأن من خواص الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أنهم يدفنون حيث يموتون وسيدنا إسماعيل صلىاللهعليهوسلم كان ساكنا بالحجر كما فى حديث أبى جهمة أن إبراهيم صلىاللهعليهوسلم لما سار بهاجر وولدها إسماعيل صلىاللهعليهوسلم إلى مكة انتهى إلى موضع البيت فعمد إلى موضع الحجر فأوى فيه هاجر وإسماعيل وأمرها أن تتخذ عريشا فى موضع الحجر من سمر وثمام ألقته عليه قال الشامى : «ولا يخالف ذلك» ما فى حديث ابن عباس رضى الله عنهما من أن إبراهيم (١) عليهالسلام جاء بهاجر وبابنها إسماعيل صلىاللهعليهوسلم وهى ترضعه حتى وضعها عند البيت عند دوحة فوق زمزم فى أعلى المسجد خلافا لما زعمه فى شفاء الغرام لاحتمال أن يكون إبراهيم صلىاللهعليهوسلم أنزلهما أولا عند الدوحة ثم نقلهما إلى موضع الحجر أو بالعكس والله تعالى أعلم انتهى. فكيف حكم الصلاة فى ذلك المحل مع كراهة الصلاة فى المقابر؟ وكيف طمس قبر سيدنا إسماعيل صلىاللهعليهوسلم؟ وكذا يقال فى أمر سيدنا عمر رضى الله عنه حيث أمر بطمس قبر سيدنا دانيال صلىاللهعليهوسلم حيث ظهر فى زمان خلافته؟ وقد روى الإمام (٢) أحمد أن ما بين المقام إلى الركن إلى بئر زمزم إلى الحجر قبر سبعة وسبعين نبيا جاءوا حاجين فماتوا فقبروا هنالك ، وقد روى الطبرانى فى معجمه عن ابن عمر رضى الله عنهما قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم (٣) : «فى مسجد الخيف قبر سبعين نبيا» ، وروى أنه ما من نبى خرج بعد عذاب قومه إلا إلى مكة ودفن بها وإن بها ثلاثين ألفا من الأنبياء ، وقد (٤) نقل غير واحد أنه لم يعلم قبر نبى بيقين إلا قبر نبينا صلىاللهعليهوسلم فقط وبعضهم يزيد الخليل صلىاللهعليهوسلم فمن أين علم أن قبر سيدنا إسماعيل صلىاللهعليهوسلم بالحجر مع لزوم ذلك الوضع؟ وهل كان البيت الشريف زمن الخليل صلىاللهعليهوسلم مدورا أو مربعا؟ وهل للمسجد المحيط بالكعبة حد معين زمن الخليل صلىاللهعليهوسلم بأساس كان أسسه أو لا؟ وهل كانت عند البيت الشريف
__________________
(١) انظر شفاء الغرام ١ / ٢٦٤.
(٢) انظر شفاء الغرام ١ / ٢٦٤.
(٣) انظر شفاء الغرام ١ / ٢٦٤.
( * ) أخبار مكة ٢ / ١٠٢.