النبى صلىاللهعليهوسلم على حسب حاجتهم. فقال : لا قيصر ولا كسرى بعدهما فى هذين الإقليمين فلا ضرر عليكم ، وكان كما قال النبى صلىاللهعليهوسلم فلم يكن قيصر بعده فى الشام إلى الآن ولا يكون ولا كسرى بعده فى العراق ولا يكون. وقال صلىاللهعليهوسلم : «والذى نفسى بيده لتنفق كنوزهما فى سبيل الله» فكان كذلك ففتحت الصحابة الإقليمين فى زمن عمر بن الخطاب ـ رضى الله عنه ـ إذا تقرر ذلك فلنبدأه بذكر قصة تبع فنقول ذكر القرطبى أنه كان من الخمسة الذين كانت لهم الدنيا بأسرها وكان كثير الوزراء فاختار منهم واحدا وخرج به لينظر فى ملكه وقد ذكر فى مرآه الزمان التتابعة الذين ملكوا اليمن واختلف فى المسلم منهم من هو فقيل هو تبع الأكبر وقد سأل ابن عباس ابن مسعود فقال : سمعت الله يذكر تبعا ولم يذمه وذم قومه وقد ذكر الثعلبى فى مم الدخان فى تفسير قوله تعلى (أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ) وأن عائشة كانت تقول لا تسبوا تبعا فإنه كان رجلا صالحا وقال سعيد بن جبير : هو الذى كسى البيت وقال الثعلبى بإسناده إلى سعد بن سعد قال : سمعت النبى صلىاللهعليهوسلم يقول : «لا تسبوا تبعا فإنه كان قد أسلم» أخرجه أحمد فى المسند وروى الثعلبى بإسناده إلى أبى هريرة رضى الله عنه عن النبى صلىاللهعليهوسلم أنه قال : ما أدرى تبعا كان نبيا أو غير نبى وقال عكرمة : إنما سمى تبعا لكثرة أتباعه وكان يعبد النار فأسلم قال السهيلى فى الروض ولا ندرى أىّ التبابعة أراد ، وفى المرآة أن هذا تبعا الأوسط ثم قال : وقال الأزرقى فى كتب مكة أن تبعا الأول سار إلى مكة فأراد هدم الكعبة وكان له وزراء فأخذ منهم واحدا فى صحبته ، وخرج فى جيش عظيم ، وكان إذا دخل بلدا عظمه أهله ، وكان يختار من كل بلد عشرة أنفس من حكمائهم ، وكان معه من العلماء والحكماء ألف رجل هم الذين اختارهم من البلدان ولم يكونوا محسوبين من الجيش فطاف المشرق والمغرب حتى انتهى إلى مكة فلم يخضع له أهلها كخضوع غيرهم ولم يتحرك له أحد من أهلها ، ولا عظموه فغضب لذلك ودعا وزيره ، وشكى إليه فعلهم فقال له : إنهم عرب لا يعرفون شيئا ولهم بيت يقال له الكعبة وهم معجبون به فنزل الملك يعسكره ببطن مكة ، وعزم على هدم البيت ، وقتل الرجال ونهب النساء وسبيهم فأخذه الصداع وتفجر من عينيه