الأنبياء عليهم الصلاة والسلام من لدن الخليل وهكذا أجمعوا له هنالك كلهم ، وأمهم فى محلتهم ودارهم ، ليدل ذلك على أنه الرئيس المقدم والإمام الأعظم صلىاللهعليهوسلم ، وقال بعضهم : ذلك لإظهار الحق على من عانده لأنه لو عرج من مكة إلى السماء ، تجد المعاندة فى الإسراء سبيلا إلى البيان والإيضاح ، فلما ذكر أنه أسرى به إلى بيت المقدس سألوه عن أشياء من بيت المقدس كانوا أروها ، وعلموا أنه لم يكن رآها قبل ذلك فلما أخبرهم بما حصل التحقيق بصدقه فيما ذكر من الإسراء به إلى بيت المقدس فى ليلة ، وإذا صح خبره فى ذلك لم يصدقوه فى بقية ما ذكر ، وقال بعضهم : «ليحصل له العروج مستويا من غير تعريج» لما روى عن كعب .. أن باب السماء الذى يقال له مصعد الملائكة مقابل بيت المقدس كان يصلى إليه الأنبياء يهاجرون إليه ، فحصل له الرحيل إليه فى الجملة ، ليجمع من أشتات الفضائل». وقال بعضهم : لأنه محل الحشر وأراد الله تعالى أن تطأه قدمه ليسهل على أمته يوم القيامة وقوفهم ببركة أثر قدمه». وقال بعضهم أراد الله أن يريه القبلة التى صلى إليها مدة كما عرف الكعبة التى صلى إليها وقال بعضهم لأنه مجمع أرواح الأنبياء فأراد الله أن يشرفهم بزيارته صلىاللهعليهوسلم». وقال بعضهم : «أراد الله أن يتفاءل بحصول التقديس له حسا ومعنى وقال بعضهم أراد الحق سبحانه وتعالى أن لا يخلى قربه فاصلة عن مشهده ، ووطن قدمه ، فتتمم تقديس بيت المقدس بصلاة سيدنا محمد صلىاللهعليهوسلم ، فلما تم تقديسه به أخبر صلىاللهعليهوسلم أنه لا تشد الرحال إلا إلى ثلاث مساجد الحديث المسجد الحرام لأنه مولده ، ومسقط رأسه ، وموضع نبوته ، ومسجد المدينة لأنه محل هجرته وأرض قربته ، والمسجد الأقصى لأنه موضع معراجه». وقوله : وهل صلى؟ إلخ جواب نعم ، صح. من طرق كثيرة ذلك وورد فى روايات أنه ، قبل عروجه وبعده وأما الباب فباب الرحمة وهو مشهور هناك وأما من كان مقيما به من الأنبياء فإبراهيم وإسحق ويعقوب ، ومن بعدهم من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، فقوله وهل صح إلخ فجواب علم مما قرؤا أما قوله وما الحكمة فى تقديم المالكية إلى آخره فجوابه : هو أمر اصطلاح والله تعالى أعلم ، ما قيل فى أخبار المقام اعلم أن لهذا البيت المعظم زاده الله شرفا وتعظيما آيات شريفة ، وعجائب عزيزة منيفة تدل على شرفه منها مقام إبراهيم صلىاللهعليهوسلم ،