وهو لغة موضع القدم القائم ومقام إبراهيم هو الحجر الذى وقف عليه الخليل ، وفى سبب وقوفه عليه أقوال الأوائل : أنه الحجر الذى نزل لإبراهيم الخليل صلىاللهعليهوسلم من الجنة كما صبح به الحديث ليقوم عليه عند بنائه الكعبة إذا طال البناء ، فكان يعلو به إلى أن يضع الحجر فى عمله ، ثم يقصر به إلى أن يتناول الحجر من إسماعيل صلىاللهعليهوسلم ، وفيه أثر قدميه هذا الذى نادى عليه لما فرغ بناء الكعبة «أيها الناس إن الله بنى لكم بيتا ، فحجوا إليه» فسمعته مع النطف فى الأصلاب والأجنة فى الأرحام فأجابوه فى ذلك لبيك وفى رواية أنه نادى بذلك على الحجون ، ولا ينافى الاحتمال أنه نادى مرتين الثانى أنه جاء بعد موت هاجر مرتين بطلب ابنه إسماعيل عليهما الصلاة والسلام ، فلم يجده ففى المرة الثانية قالت له زوجته انزل فأبى فقالت : دعنى أغسل رأسك ، فأتته بحجر فوضع رجله عليه وهو راكب ، فغسلت شقه ثم دفعته ، وقد عاتب رجل فيه فوضعته تحت الشق الآخر فغسلته ، فغابت رجله الثانية فيه ، فجعله الله من الشعائر ، وهذا القول منسوب إلى ابن عباس وابن مسعود ـ رضى الله تعالى ـ عنهما قال ابن حجر فى شرح الغمريه وهذا القول من الغرائب الثالث أنه وقف عليه للآذان بالحج ، قال العلامة الفاسى ويمكن الجمع بين هذه الأقاويل بأن يكون الخليل عليه الصلاة والسلام وقف : عليه لهذه الأمور الثلاثة ، وذكر الأزرقى فى تاريخه أنه لما فرغ من التأذين ، جعل المقام قبله ، فكان يصلى إليه مستقبل القبلة. انتهى ذكر صفته وقدره ذكر الأزرقى ـ رحمهالله ـ شيئا من ذلك وذكر أن ذرع المقام ذراع وإن القدمين داخلان فيه سبعة أصابع وذكر القاضى عز الدين بن جماعة : أن مقدار ارتفاعه من الأرض نصف ذراع ، وربع ذراع ، وثمن ذراع وموضع عرض القدمين ملبش بفضة ، وعمقه من فوق الفضة سبع قراريط. ونصف قيراط انتهى قال العلامة الفاسى : والذراع الذى حرر به جماعة ذراع الحديد المتقدم ذكره والذراع الذى حرر به الأزرقى ذراع اليد وبين ذراع الحديد ، واليد فرط نحو ثمن أو قرب منه بحسب الأشخاص ، فتأمل وبمعادة من غير أن يتعرض له أحد فى الجاهلية ، مع كثرة السيول التى كانت تدخل الحرم وتزحزح ما هو أكبر منه بأضعاف متضاعفة فى آيات الله الباهرة ذكر شىء من حليه المقام أول ما حلى المقام فى خلافه المهدى العباسى ، وسبب تحليته أنه وقع ما نثلم وخيف عليه أن