واسم الملك الناصر محمد بن قلاون مكتوب فى الشباك الشرقى من هذا الموضع ، لأنه عمره فى سنة ثمان وعشرين وسبعمائة وفى هذا التاريخ عملت الشبابيك الحديد المطبقة بالمقام من جوانبه الأربعة ، وكانت خشبا قبل ذلك ، ولعل الملك المسعود صاحب اليمن أول من بنى القبة على مقام إبراهيم ، لأن أبا شامه فى ذيل الروحتين ذكر شيئا من خبر المسعود ثم قال : «وهو يبنى القبة على مقام إبراهيم عليهالسلام». انتهى والمقام بين الشبابيك الأربعة من قبة من حديد ثابتة فى الأرض وتحت المقام فى جوف القبة الحديد رصاص مضبوب المقام ، والقبة ناتبان فيه بحيث لا يستطاع قلع القبة إلا بالمعاول وشبهها ، وما عزمت متى ثبت المقام ، والقبة المشار إليهما فى الأرض ، لأن المقام على ما ذكر ابن جبير كان غير ثابت يوضع حينا فى الكعبة وحينا فى موضعه هذا ، وعليه قبة من خشب فإذا كان الموسم وضعت عليه قبة من حديد. انتهى بالمعنى ذكر ذرع ما بين المقام والحجر الأسود والركن الشامى وجدار الكعبة الشرقي ، وزمزم قال العلامة الفاسي : قد حرر ذلك الأزرقى وابن جماعة وذكرنا كلامهما فى أصل هذا الكتاب وحررنا ذلك أيضا فكان ما بين ركن الكعبة الذى فيه الحجر الأسود وبينه الركن اليمانى من أركان الصندوق الذى فيه المقام من داخل الشباك الذى فيه الصندوق ، أربعة وعشرين ذراعا إلا سدسى ذراع ، وكان ذرع ما بين وسط جدار الكعبة الشرقى إلى وسط الصندوق المقابل له اثنين وعشرين ذراعا إلا ربع ذراع ، وكان ما بين ركن الكعبه الشامى الذى يلى الحجر يكون الجيم ، وركن الصندوق الشامى ثلاثة وعشرين ذراعا ، وكان ما بين ركن الصندوق الشرقى إلى ركن البيت الذى فيه بئر زمزم المقابل له خمسة عشر ذراعا إلا ثلث ذراع ، وكل ذلك بذراع الحديد المتقدم ذكره ، ذكر موضع المقام فى الجاهلية والإسلام وما قيل فى ذلك ورد عمر بن الخطاب ـ رضى الله عنه ـ له إلى موضعه هذا حين غبره السبل عنه ، روينا عن الأزرقى قال : حدثنى جدى حدثنا عن الجيار بن الورد قال : «سمعت ابن أبى مليكه يقول : «موضع المقام هو الذى هو به اليوم ، هو موضعه فى الجاهلية ، وفى عهد النبى صلىاللهعليهوسلم وأبى بكر وعمر ـ رضى الله عنهما ـ إلا أن السيل ذهب به فى خلافة عمر حين