الذى كان عند الكعبة ، والمقام الآن فى الصندوق الذى فيه المقام من وجه الكعبة ذراعان ، ونحو خمسة قراريط بالحديد ، والذراعان اللذان يحاذيان الصندوق من وجه الكعبة على ما يحاذى نصف الحفرة المرخمة التى فى وجه الكعبة مما يلى الحجر بسكون الحيم ، والقراريط الزائد على الذراعين مما يلى هذا النصف ، وعلى هذا فيكون موضع المقام عند الكعبة تخمينا ـ والله أعلم. فيما بين نصف الحفرة التى تلى الحجر بسكون الجيم ، والقراريط التى تلى هذا النصف ، ورأيت فى موضع المقام عند الكعبة ما يخالف هذا الآن الفقيه أبا عبد الله محمد بن شراقة العامرى قال فى كتابه دلائل القبلة ومن الباب يعنى باب البيت ـ إلى مصلى آدم عليه الصلاة والسلام حين فرغ من طوافه وأنزل الله عليه الثوب وهو موضع الخلوق من إزار الكعبة أرجح من تسعة أذرع وهناك كان موضع مقام إبراهيم عليهالسلام ، وصلى النبى صلىاللهعليهوسلم عنده حين فرغ من طوافه فأنزل الله عزوجل عليه واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ثم نقله صلىاللهعليهوسلم إلى الموضع الذى هو فيه الآن وذلك على عشرين ذراعا من الكعبة ثم قال وبين موضع الخلوق وهو مصلى آدم عليهالسلام وبين الركن الشامى ثمانية أذرع. انتهى وهذا يقتضى اتحاد موضع مصلى آدم عليهالسلام فى ذرع ما بينه ، وبين ركن الكعبة الذى يلى الحجر ، بسكون الجيم يكون على ذراعين وثلثى ذراع بالحديد من طرف الحفرة إلى جهة الحجر بسكون الجيم ، وعلى هذا فيكون موضع المقام عند الكعبة خارجا عن الحفرة فى مقدار ذراعين وثلثى ذراع ، وعلى مقتضى ما قيل من أن موضعه اليوم حذاء موضعه عند الكعبة فى مقدار نصف الحفرة التى يلى الحجر بسكون الجيم ، والله أعلم بالصواب والذراع الذى حرر به ابن سراق ذراع اليد وما ذكره فى مقدار ما بين موضع المقام الآن ووجه الكعبة لا يلائم ما ذكره الأزرقي ، فى مقدار ما بين موضع المقام الآن ووجه الكعبة ولا يلائم أيضا ما ذكرناه فى ذلك ، وذكر ابن جبير فى أخبار رجلته ما يقتضى أن الحفرة المرخمة التى عند باب الكعبة فى وجهها علامة موضع المقام فى عهد إبراهيم إلى أن صرفه النبى صلىاللهعليهوسلم إلى الموضع الذى هو الآن مصلي ، وفى هذا نظر لأن موضع المقام الآن هو موضعه فى عهد الخليل عليهالسلام من غير خلاف ، أعلم فى ذلك وإنما الخلاف فى موضعه الآن هل