خافوا عليه أن ينقضى فلما اعتمر هارون الرشيد وجاءوا فى سنة تسع وثمانين ومائة أمر بالحجارة التى بينها الحجر الأسود ، فنقيت بالماس من فوقها ، ومن تحتها ثم أفرغ فيها الفضة
ذكر ما أصاب الحجر الأسود فى فتنة القرمطي
وأخذه له كان أبو طاهر القرمطى واخامكه فى سابع ذى الحجة سنة سبع عشرة وثلثمائة وأسرف فيها هو وأصحابه فى القتل والنهب ، وفعل المنكرات ، وكان مما فعلوه أن بعضهم ضرب الحجر الأسود بدبوس فتكسر ، ثم قلع يوم الاثنين بعد الصلاة لأربع عشرة ليلة خلت من ذى الحجة بأمر أبى طاهر ، وذهب به معه إلى بلاده هجر وبقى موضعه من الكعبة خاليا يضع الناس فيه أيديهم للتبرك إلى أن رد إلى موضعه من الكعبة يوم النحر وذلك يوم الثلاثاء من سنة تسع وثلاثين وثلثمائة على ما ذكره المسبحي ، وذكر أن الذى وافى به مكة شنبر بن الحسن القرمطى وأن شنبرا لما صار بفناء الكعبة ومعه أمير مكة أظهر الحجر من سفط ، وعليه جنبات فضة قد عملت من طوله وعرضه ، تضبط شقوقا حدثت عليه بعد انقلاعه ، وأحضر معه جصا ، يشد به فوضع شنبر الحجر بيده ، وشده الصانع بالجص ، وقال شببر : لما رواه أخذناه بقدرة الله ورددناه بمشيئته ، ونظر الناس إلى الحجر فتبنوه وقبلوه واستلموه ، وحمدوا الله تعالى وكانت مده كينونته عند القرمطى وأصحابه اثنين وعشرين سنة إلا أربعة أيام هذا معنى كلام المسبحى ، وذكر القاضى عز الدين بن جماعة فى منسكه أن المطيع العباس اشتراه بخمسين ألف دينار من أبى طاهر القرمطي ، وفى هذا نظر لأن أبا طاهر القرمطى مات فى خلافه المطيع فى سنة اثنتين وثلاثين وثلثمائة على ذكر ابن الأثير ، وغيره والله أعلم ذكر ما صنعته الحجبة بالحجر الأسود باثر رد القرامطة له ذكر المسبى أن فى سنة أربعين وثلثمائة قلع الحجبة الحجر الأسود الذى نصبه شنبر وجعلوه فى الكعبة خوفا عليه وأحبوا أن يجعلو له طوقا من فضه يشده به كما كان قديما حين عمله ابن الزبير ـ رضى الله عنهما ـ فأخذ فى إصلاحه صائغان حاذقان فعملا له طوقا من فضة ، وأحكماه ونقل المسبحى عن محمد ابن قانع الخزاعى أن مبلغ ما على الحجر الأسود من الطوق ، وغيره ثلاثة آلاف وسبعة وتسعون درهما ونصف ، على ما