قيل. انتهى وهذه الحلية غير حلية الحجر الآن لأن داود بن عيسى بن قلتيه الحسنى أمير مكة أخذ طوق الحجر قبل عزله عن مكة سنة خمس وثمانين وخمسمائة ، أوفى التى بعدها على ما ذكر غير واحد وهذا يقتضى أن يكون قلع الحجر الأسود حتى يعمل له طوق يصونه وما علمت يقينا أنه قلع بعد ذلك ، غير أن بعض فقهاء المصريين ذكر لى فى موسم سنه أربعة عشر وثمانمائة أن الحجر الأسود قلع من موضعه لتحليته فى سنة إحدى وثمانين وسبعمائة ، وذكر أنه شاهده مقلوعا ورأيت بعض المكيين ينكر عليه ذلك كثيرا ـ والله تعالى أعلم ـ. ذكر ما أصاب الحجر الأسود بعد فتنة القرامطة من بعض الملاحدة مثلهم ذكر أبو عبد الله محمد بن على بن عبد الرحمن العلوى أن فى سنة ثلاث عشرة وأربعمائة يوم النفر الأول ، قام رجل فقصد الحجر الأسود ، فضربه ثلاث ضربات بدبوس ، وتنخش وجه الحجر من تلك الضربات ، وتساقطت منه شظايا مثل الأطفار وتشقق وخرج مكسرة أسمر يضرب إلى صفرة محبب مثل الخشخاش ، فأقام الحجر على ذلك يومين ، ثم أن بنى شيبه جمعوا الفتات ، وعجنوه بالمسك واللك ، وحشوا الشقوق وطلوها بطلاء من ذلك. انتهى باختصار وذكر بن الأثير هذه الحادثة فى أخبار سنة أربع عشرة وأربعمائة والله تعالى أعلم ذكر صفته وقدره وقدر ما بينه وبين الأرض ذكر المسبحى أن محمد ابن نافع الخزاعى دخل الكعبة فيمن دخلها للنظر إلى الحجر الأسود ، لما كان فى الكعبة بأثر رد القرامطة لدوانه تأمل الحجر الأسود فإذا السواد فى رأسه دون سائره أبيض قال : وكان مقدار طوله فيما حررت مقدار عظم ذراع ، أو كالذراع المقبوضة الأصابع ، والسواد فى وجهه غير ماض فى جميعه. انتهى وما ذكره العلوى فى صفة الحجر يخالف هذا ، والله أعلم ، وقيل فى طوله أكثر مما ذكر الخزاعى لأن صاحب العقد نقل ما يقتضى أن طوله ثلاثة أذرع ، والله أعلم وارتفاع الحجر الأسود من أرض المطاف ذراعا فى ربع وسدس ذراع بذراع الحديد على ما ذكر القاضى عز الدين بن جماعه فيما أخبرنى به عند حال.
ذكر شىء من الآيات المتعلقة بالحجر الأسود
للحجر الأسود آيات بينات منها حفظ الله تعالى له من الضياع منذ أهبط إلى الأرض مع ما وقع من الأمور المقتضية لذهابه كالطوفان ودفن بنى أياد وذكر ابن