صالح ، وكنت سمعت شيخنا رضى الدين الطبرى بمكة يقول : إن قبر إسماعيل بالحجر فتعجبت من دفنه فيه والحجر من الكعبة حتى رأيت هذا الحديث فى الجزء المذكور ، وذكر الشيخ محب الدين الطبرى فى كتابه خير القرى فى زيارة أم القرى ، فيما جاء فى الجوار بمكه عن سهل بن عبد الله قال كان عبد الله بن صالح رجل له سابقة جليله وكان يفر من الناس من بلد إلى بلد ، حتى أتى مكة فطال مقامه بها ، فقيل له : لقد طال مقامك بها فقال : لم لا أقيم بها؟ ولم أر بلدا ينزل فيه الرحمة والبركة أكثر من هذا البلد الملائكة تغدو فيه وتروح ، وإنى أرى فيه عجائب كثيرة ، أرى الملائكة يطوفون به على صورتها ، لا يقطعون ذلك ، ولو قلت لك كلما رأيت لصفرت عقول قوم ليسوا بمؤمنين ، فقلت له أسالك ألا ما أخبرتنى بشىء من ذلك ، فقال ما من ولى لله تعالى صحت ولايته إلا وهو يحضر هذا البلد فى كل جمعة ولا يتأخر عنه فمقامى هذا لاجل من أراه منهم ، ولقد رأيت رجلا يقال له مالك بن القاسم جبلى ، وقد جاء ويده غمره فقلت له إنك حديث عهد بالأكل ، فقال لى : استغفر الله ، فإننى منذ أسبوع لم آكل ولكن أطعمت والدتى ، وأسرعت لألحق صلاة الفجر ، وبينه وبين الموضع الذى جاء منه سبع مائة فرسخ نهل أنت مؤمن فقلت : نعم فقال : الحمد لله الذى أرانى مؤمنا موقنا خرجه الحافظ أبو الفرح فى مثير العزم قوله غمره إنما يقال هذا فى اللحم خاصة وعن إبراهيم قال : كان الاختلاف إلى مكه أحب إليهم من مجاورة البيت ، وعن الشعبى قال : لم يكن أحد من المهاجرين والأنصار يقيم بمكة وعن جابر أنه أقام بمكة فى أحواله فى بنى سهم سبعة أشهر ، خرجه سعيد بن منصور قلت : جابر بن عبد الله أنصارى ليس من المهاجرين فلا تحرم عليه الإقامة بمكة ، ومع ذلك فقد رأيت ما قيل أنه أقام فى أحواله ، فلم يقصد المجاورة وإنما أقام لشغل له مده احتياجه ، وفى هذا الكتاب من الميانشى من حديث ابن عباس عن النبى صلىاللهعليهوسلم «من أدرك شهر رمضان بمكه من أوله إلى آخره صيامه وقيامه كتب له مائه ألف شهر رمضان فى غيره ، وكان له بكل يوم مغفرة وشفاعة وبكل ليله مغفرة وشفاعة ، وبكل يوم حملان فرس من سبيل الله عزوجل وله بكل يوم دعوة مستجابة». وهذا الحديث فى ابن