ماجة ولفظه : من أدرك رمضان بمكة فصامه ، وقام منه ما تيسر له ، وذكر الغزالى ـ رحمهالله ـ فى الإحياء فضيلة المقام بمكة ، قال : كره الخائفون المحتاطون فى العلماء المقام بمكة لثلاثة معان أحدها خوف التبرم والأنس بالبيت ، فإن ذلك إنما يؤثر تسكين حرقة القلب فى الاحترام ، وأنه كان عمر ـ رضى الله عنه ـ يضرب الحجاج إذا حجوا ويقول يا أهل اليمن يمنكم ، ويا أهل الشام شامكم ، ويا أهل العراق عراقكم قلت : يحتمل أن يكون مراد عمر بهذا عمارة البلاد ببقاء أهلها فيها ، والله أعلم قال الغزالى : ولذلك هم عمر ـ رضى الله عنه ـ بمنع الناس من كثرة الطواف وقال : خشيت أن ينسى الناس هذا البيت الثانى بتهيج الشوق بالمفارقة لينبعث داعية العود الثالث الخوف من الخطايا قال ابن مسعود : ما من بلد يؤاخذ فيه بالهم قبل العمل إلا مكة ، وتلا قوله تعالى : (وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ) ويقال السيئات تضاعف كما تضاعف الحسنات ، وقال ابن عباس : لأن أذنب سبعين ذنبا بركبه أحب إلى من أن أذنب واحدا بمكة ، وركبه منزل بين مكة والطائف ولا يظن أن كراهية المقام يناقض فضل البقعة لأن هذه كراهية لضعف الخلق وقصورهم عن القيام بحق الموضع ، معنى قولنا أن ترك المقام به أفضل أى بالإضافة إلى المقام مع التقصير والتبرم ، وأما أن يكون أفضل مع الوفاء بحقه فهذيان ، وكيف لا ولما عاد رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى مكة قال : «إنك لخير أرض الله إلى الله عزوجل ، وأحب بلاد الله إلى الله ، ولو لا أنى أخرجت منك ما خرجت» وما بعد مكه بقعة أفضل من مدينة الرسول صلىاللهعليهوسلم والأعمال فيها أيضا مضاعفة فكل عمل بالمدينة بألف ، وكل عمل فى مكه بمائة ألف ، والصلاة فى بيت المقدس بخمس مائة صلاة ، وكذلك سائر الأعمال ، فالعمل فى القدس على نصف العمل فى المدينة ، وعلى نصف عشر عشر العمل فى مكة ، والمقتضى لكون العمل فى مكة بمائة ألف ، مركب من حديثين أحدهما فى الصحيح ، والآخر سنده صحيح وقال حماد بن زيد عن حبيب بن معلم وقد وثقه أحمد وابن إسمعين عن عطاء عن عبد الله بن الزبير قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «صلاة فى المسجد الحرام أفضل من صلاة فى مسجدى هذا بمائه صلاة» وهذا صريح فى تفضيل مكة على المدينة وروى نحوه من حديث موسى الجهنى عن نافع عن