انتظار حج أو غيره فلا يكره قطعا ، وإن كان الغزالى ـ والله أعلم ـ فهو محل الخلاف ، وتحرير الخلاف ، وسببه ما قاله الغزالى ـ والله أعلم ـ وأما الرباط ففى البخارى ومسلم من حديث سهل بن سعد الساعدى ـ رضى الله عنه ـ عن النبى ـ صلىاللهعليهوسلم ـ قال : «رباط يوم فى سبيل الله خير من الدنيا وما عليها وموضوع سوط أحدكم فى الجنة خير من الدنيا وما عليها» (والروحه يروحها العبد فى سبيل الله أو الغدوة خير من الدنيا وما عليها) وفى مسلم من حديث سلمان ـ رضى الله عنه ـ قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه وإن مات فيه جرى عليه عمله الذى كان يعمل وأجرى عليه رزقه وأمن الفتان» وفى سنن أبى داود من حديث فضالة بن عبيدان أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «كل الميت يختم على عمله إلا المرابط ، فإنه ينمو له عمله إلى يوم القيامة ويؤمن من فتان القبر» وهذا الحديث قال أبو داود : فيه سعيد بن منصور ثنا عبد الله بن وهب ثنا أبو هانى عن عمرو بن مالك عن فضالة ورواه الترمذى أيضا عن أحمد بن محمد عن ابن المبارك عن حيوة بن شريح عن أبى هانى الخولانى أن عمرو بن مالك الجنبى أخبره أنه سمع فضالة ابن عبيد يحدث عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنه قال كل ميت يختم على عمله إلا الذى مات مرابطا فى سبيل الله فإنه ينمى له عمله إلى يوم القيامة ويأمن فتنة القبر قال الترمذى : حديث فضالة بن عبيد حديث حسن صحيح ولا يلزم أن يطرد هذا فى من مات فى الجهاد حنف أنفه لأن الجهاد لغرض ، وينقطع والرباط مستمر فالمرابط حبس نفسه ، وعزم على صرف عمره فى الرباط ، فهو من هذا الوجه يزيد على المجاهد قرأت على المحدث أبى بكر عبد الله بن على بن شبل الصهاجى قال : أنا الشيخ قطب الدين أبو بكر محمد بن أحمد بن على بن القسطلانى أنا أبو الحسن على بن أبى الكرم ابن النبا أنا أبو الفتح عبد الملك الكروضى أنا أبو عامر محمود بن القاسم الأزدى وأبو بكر أحمد بن عبد الصمد الفورجى أنا أبو محمد عبد الجيار بن محمد بن عبد الله الجراحى أنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبى ثنا أبو عيسى بن سورة الترمذى والترمذى جمعه هذى بهذا السند قال الترمذى بالإسناد المذكور إليه ثنا محمد ابن بشار ثنا عبد الرحمن بن مهدى وأبو عامر العقدى قالا : ثنا هشام ابن سعد