حى بن هانى وأما من طريق ربيعة فلا ، والمحدث يحكم على الحديث من جهة سنده ، فحكم الترمذى عليه من ذلك الطريق صحيح ، والفقيه يحكم عليه من جهة متنه ، وقد تبين أن متنه جيد ـ إن شاء الله ـ ولا معارضة بينه ، وبين حديث ضغطة القبر لأنه عام ، وهذه الأحاديث خاصة ، فيجمع بينهما ، وتقدم الخاص على العام هذا محتمل ، ولسنا جازمين به فقد روى الطبرانى فى معجمه الكبير قال : حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمى ، ثنا عمران بن أبى الرحيل ، ثنا حبيب بن خالد الأسدى عن سليمان الأعمش عن عبد الله بن المغيرة عن أنس قال : «توفيت زينب بنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم فخرجنا معه ، فرأينا رسول صلىاللهعليهوسلم مهتما شديد الحزن ، فجعلنا لا نكلمه حتى انتهينا إلى المقبرة ، فإذا هو يفرغ من لحده ، فقعد رسول الله صلىاللهعليهوسلم وقعدنا حوله فحدث نفسه هنيهة ، وجعل ينظر إلى السماء ، ثم فرغ من القبر ، فنزل رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقلنا له : يا رسول الله رأيناك مهتما حزينا لم نستطع أن نكلمك ، ثم رأيناك سرى عنك ، فلم ذلك قال : كنت أذكر ضيق القبر ، وغمه ، وضعف زينب ، فكان ذلك يشق على ، فدعوت الله عزوجل أن يخفف عنها ففعل ، ولقد ضغطها ضغطة سمعها من بين الخافقين إلا الجن والإنس ، واعلم أن هذا السند لم يصح والسند الذى ذكره الطحاوى إلى عائشة رضى الله عنها لم يصح والصحيح فى أمر الضغطة ما رواه النسائى من حديث أبى عمرو رضى الله عنه عن النبى صلىاللهعليهوسلم قال : «هذا تحرك له العرش ، وفتحت له أبواب السماء ، وشهده سبعون ألفا من الملائكة ضم ضمة ثم فرج عنه» رواه النسائى بإسناد صحيح ، وليست فيه عموم لكل ميت فلا إشكال فيه ولا تعارض وسعد بن معاذ ـ رضى الله عنه ـ وإن كان عظيما ولكن قد يكون أمرا اقتضى ذلك ، فلا يلزم أن يكون ذلك لكل أحد. وممن صحح إسناد النسائى هذا النووى فى الكتاب الذى جمعه فى الأحكام ، وقد أطلنا فلنرجع إلى ما كن فيه من أمر الرباط ، وفى الترمذى من حديث عثمان ـ رضى الله عنه ـ قال سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «رباط يوم فى سبيل الله خير من ألف يوم فيما سواه ، من المنازل» قال الترمذى : حديث حسن وعن أبى هريرة ـ رضى الله عنه ـ قال : مر رجل من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم بشعب فيه عين ماء عذبه فأعجبته فقال لو اعتزلت الناس فأقمت فى هذا الشعب ولن أفعل