تجار قريش ولا من نصرها ، وإن بينهم النصر على من دهم يثرب ، وإذا دعوا إلى صلح يصالحونه ، ويلبسونه ، فإنهم يصالحونه ويلبسونه ، وإنهم إذا دعوا إلى مثل ذلك فإنه لهم على المؤمنين ، إلا من حارب في الدين ، على كلّ أناس حصتهم من جانبهم الذي قبلهم ، وإنّ يهود الأوس ، مواليهم أنفسهم ، على مثل ما لأهل هذه الصحيفة مع البرّ المحض؟ من أهل الصحيفة .. وأنه لا يحول هذا الكتاب دون ظلم آثم ، وإنه من خرج أمن ، ومن قعد أمن بالمدينة ، إلّا من ظلم أو أثم ، وإنّ الله جار لمن برّ واتقى ، ومحمد رسول الله صلىاللهعليهوسلم".
فالوثيقة هذه كانت دليل العمل للجميع ، وعلى هذا الأساس تم اجلاء اليهود عن المدينة لأنهم خالفوا هذه المعاهدة التي كانوا طرفا أساسيا فيها ، وليس المجال هنا لذكر ما جرى في المدينة من أحداث فيما بعد لأنّ ذلك ، مبثوث في المصادر المتعددة ، وعلى رأسها" سيرة ابن هشام ، وكتب التواريخ الأخرى ، ولكننا نبدأ في موضوع الكتاب الأساسي وهو تراجم أمراء المدينة وتاريخهم قبل الهجرة وحتى يومنا هذا.