بسم الله الرّحمن الرّحيم
مقدّمة
هذا هو الكتاب الثالث من سلسلة كتبنا ، تواريخ المدن ، حيث كان بداية هذه السلسلة : «تاريخ أمراء مكة المكرمة من سنة ٨ ه ـ ١٣٤٤ ه» ، ثم تلاه كتاب : «تاريخ الحيرة في الجاهلية والإسلام» ، نقدم اليوم للقارىء «تاريخ أمراء المدينة المنورة في الجاهلية والاسلام حتى سنة ١٤١٧ ه».
وقد قام منهج هذا الكتاب على مقدمة قصيرة حول تاريخ المدينة في الجاهلية ، وبعض الأقوام التي سكنتها ، ولم نثقل الكتاب بتفصيلات مسهبة حول ذلك التاريخ في الجاهلية ، نظرا لعدم توفر مصادر دقيقة ، سوى روايات متعددة ، ومتضاربة في أغلب الأحيان ، ولكننا عرجنا على أبرز الشخصيات التي حكمت المدينة قبل الإسلام ، أو كان لها الدور الهام في الأحداث.
وأتبعنا تلك المقدمة بتراجم أمراء المدينة منذ الدعوة المحمدية ، أي بداية الهجرة ، وحتى بعد انتقال مقر الخلافة من المدينة إلى كل من الكوفة ودمشق ، وبغداد ، والقاهرة ، وأخيرا القسطنطينية ، ثم انضمام المدينة إلى الدولة السعودية بعد استسلام الهاشميين للقوات السعودية في سنة ١٣٤٤ ه ، وحتى اليوم.
وقد واجهتنا عدة صعوبات في هذا البحث من أهمها :
١ ـ الخلل السياسي في الحجاز ، وضعف سلطة الدولة المركزية ، حيث سادت القوة مكان الشرعية ، وانعكاس ذلك على أمراء المدينة ، الذي جعل الخلافات تصل إلى حد القتال فيما بينهم. وفي داخل الحرم النبوي ذاته ، وانفراد بعضهم بالسلطة ... وانعكاس ذلك في النهاية على سكان المدينة في جميع مناحي حياتهم.