وإن كان قد يفيد بعضها تحسين اللفظ أيضا (ولفظى) أى : راجع إلى تحسين اللفظ كذلك.
[المطابقة] :
(أما المعنوى) قدمه لأن المقصود الأصلى والغرض الأولى هو المعانى ، والألفاظ توابع وقوالب لها ...
______________________________________________________
(قوله : وإن كان قد يفيد بعضها) أى بعض الأوجه المندرجة فى ذلك النوع تحسين اللفظ أيضا ، وذلك كما فى المشاكلة وهى ذكر الشىء بلفظ غيره لوقوعه فى صحبته كما فى قوله :
قالوا اقترح شيئا نجد لك طبخه |
|
قلت اطبخوا لى جبّة وقميصا (١) |
فقد عبر عن الخياطة بالطبخ لوقوعها فى صحبته ، فاللفظ حسن لما فيه من إيهام المجانسة اللفظية ؛ لأن المعنى مختلف واللفظ متفق ، لكن الغرض الأصلى جعل الخياطة كطبخ المطبوخ فى اقتراحها لوقوعها فى صحبته ، وكما فى العكس كما يأتى فى قوله عادات السادات سادات العادات ، فإن فى اللفظ شبه الجناس اللفظى لاختلاف المعنى ، ففيه التحسين اللفظى والغرض الأصلى الإخبار بعكس الإضافة مع وجود الصحة.
الوجه الثانى :
(قوله : ولفظى) أى منسوب للفظ من حيث إنه راجع لتحسينه أولا وبالذات ، وإن كان بعض أفراد ذلك النوع قد يفيد تحسين المعنى أيضا ، لكن بطريق التبع والعروض لتحسين اللفظ وهذا معنى قول الشارح كذلك.
(قوله : لأن المقصود الأصلى والغرض الأولى هو المعانى) أى فينبغى حينئذ الاهتمام بالوجوه المحسنة لها وتقديمها على الوجوه المحسنة لغيرها. (قوله : والألفاظ توابع) أى : من حيث إن المعنى يتسحضر أولا ثم يؤتى باللفظ على طبقه (قوله : وقوالب لها) أى من حيث إن المعانى تتلقى منها ويفهم منها ، وإنما كانت المعانى هى المقاصد لأن
__________________
(١) شرح المرشدى على عقود الجمان ٢ / ٧٩.