أسر مهلهلا ولم يكن في العرب أنطق من زهير بن جناب ولا أوجه عند الملوك ، وكان لشدة (١) رأيه يسمى كاهنا.
قال أبو حاتم : وذكر أصحابنا عن هشام ، قال (٢) : وكان زهير قال : ألا إنّ الحي ظعن ، فقال عبد الله بن عليم بن جناب : ألا إن الحي أقام.
فقال زهير : ألا إن الحي أقام.
فقال عبد الله : ألا إن الحي ظعن.
فقال زهير : من هذا المخالف عليّ منذ اليوم؟ فقالوا : هذا ابن أخيك عبد الله بن عليم ، قال : شر [الناس] للعم ابن الأخ إلّا أنه لا يدع قاتل عمه ، وأنشأ يقول :
وكيف بمن لا أستطيع فراقه |
|
وهو أن لا تجمع الدار لاهف (٣) |
أمير خلاف (٤) إن أقم لا يقم معي |
|
ويرحل ، وإن أرحل يقم ويخالف |
قال : ثم شرب زهير الخمر صرفا حتى مات.
وشربها أبو براء عامر بن مالك بن جعفر حين خولف صرفا حتى مات ، وشربها عمرو (٥) بن كلثوم التغلبي صرفا حتى مات.
قال : ولم يبلغنا أن أحدا فعل ذلك من العرب إلّا هؤلاء (٦).
قالوا : وعاش زهير حتى أدركه من ولد أخيه أبو الأحوص عمرو بن ثعلبة بن الحارث بن حصن بن ضمضم بن عدي بن جناب ، قالوا : وكان الشرقي بن قطامي يقول : عاش ابن جناب أربعمائة سنة ، قال : وقال المسيّب بن الرّفل الزّهيري (٧) من ولد زهير بن جناب
__________________
(١) في أمالي المرتضى : لسداد رأيه.
(٢) الخبر والشعر في الأغاني ١٩ / ٢٣ ـ ٢٤ ، والخبر في الشعر والشعراء ٢٢٤.
(٣) عجزه في الأغاني :
ومن هو إن لم تجمع الدار آلف
(٤) الأغاني : أمير شقاق.
(٥) بالأصل : «عمر» خطأ.
(٦) انظر الشعر والشعراء لابن قتيبة ص ٢٢٤.
(٧) ليس بجاهلي ، ترجمته والشعر التالي في معجم الشعراء للمرزباني ص ٣٨٦.