وتنكبوا (١) كل حديث مشنوع ، ولا تقبلوا من الأخبار إلّا ما يجوز في الرأي ، وعليكم باكتساب المعروف واصطناعه ، وتلذذوا بروح نسيمة وارضوا بمودات صدور الرجال من أيمانه.
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن العلّاف في كتابه ، وأخبرني أبو المعمّر الأنصاري عنه.
وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو علي بن أبي جعفر ، وأبو الحسن بن العلّاف ، قالا : أنا عبد الملك بن محمد بن بشران ، أنا أحمد بن إبراهيم الكندي ، أنا محمد بن جعفر الخرائطي ، قال : سمعت أبا الفضل الرّبعي ، واسمه العباس بن الفضل يقول : قيل لحنبل بن معمر : لو بعدت عنها لسلوتها أما سمعت قول زهير بن الجناب الكلبي (٢) :
إذا ما شئت أن تسلى حبيبا |
|
فأكثر دونه عدد الليالي |
فما تسلي (٣) حبيبك غير نأي |
|
ولا أبلى جديدك كابتذالي |
قال : فرحل عن الحي وسار ليلة ثم كرّ راجعا ، وقال :
لحى الله أقواما يقولون : إنّنا |
|
وجدنا طوال النأي للصب ثانيا |
أشوقا وما قد غبت غير لييلة |
|
رويد الهوى حتى نغيب لياليا |
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني ، نا أبو محمد بن أبي نصر ، نا أبو الميمون عبد الرّحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد ، أنشدنا أبو علي أحمد بن جعفر حين يغلب لزهير بن جناب الكلبي :
وكم مقلّ لا يقل ومكثر |
|
مقلّ وإن كانت كثيرا أباعره |
وكم قاتل ابن بن بنت هو ابنه |
|
وقد هدم البيت الذي هو عامره |
فأودى عموداه ورثت حباله |
|
وأصلح أولاه وأفسد آخره |
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، وأبو غالب أحمد وأبو عبد الله ابنا البنا ، قالوا : أنا
__________________
(١) رسمها بالأصل : «ولوا؟؟؟» وبدون نقط بالأصل والصواب عن مختصر ابن منظور ٩ / ٦٠.
(٢) البيتان في أمالي المرتضى ١ / ٢٤٣ والمؤتلف للآمدي ص ١٣٠.
(٣) أمالي المرتضى : «فما سلّى» وفي الآمدي : «فما نسى».