زيد بن أسلم ، اللهم إنه لم يبق أحد أرضى لنفسي وديني غير ذلك ، قال : فأتاه ـ نعي (١) زيد ، فعقر ، فما قام وما شهده فيمن شهده (٢).
قال : وكان أبو حازم يقول : اللهم إنك تعلم أني أنظر إلى زيد ، فأذكر بالنظر إليه القوة على عبادتك ، فكيف بملاقاته وبمحادثته.
قال : وثنا يعقوب (٣) ، ثنا زيد ، أخبرني ابن وهب ، حدّثني ابن زيد ، قال : كان أبي (٤) له جلساء ، فربما أرسلني إلى الرجل منهم قال : فيقبل رأسي ويمسحه ويقول : والله لأبوك أحب إليّ من ولدي وأهلي ، والله لو خيرني الله عزوجل أن يذهب بهم أو به لتخيرت أن يذهب بهم ويبقى لي زيد.
أخبرنا أبو محمد بن طاوس ، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان [قال : أخبرنا أبو عمر](٥) بن مهدي ، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ، [نا جدي يعقوب](٦) ، نا الحارث بن مسكين ، ثنا ابن وهب ، قال : قال عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم ، قال يعقوب بن عبد الله بن الأشجّ : اللهم [إنك تعلم أنه ليس من الخلق أحد أمنّ عليّ من زيد بن أسلم ، اللهم](٧) فزد في عمر زيد من أعمار الناس وابدأ بي وأهل بيتي وبأعمارنا ، فربما قال له زيد بن أسلم : أرأيت الذي طلبت مني حياتي لي أو لنفسك؟ قال : لنفسي ، قال : فأي شيء تمن عليّ في شيء طلبته لنفسك.
أنبأ أبو سعد أحمد بن عبد الجبار ، عن أبي الحسن العتيقي ، أنا محمد بن العباس بن حيّوية ، قال : قرأت على أبي أيوب سليمان بن إسحاق بن إبراهيم ، نا أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي سنة سبع وسبعين ومائتين ، حدّثني مصعب الزّبيري ، حدّثني عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم ، قال : أضاق أبي زيد بن أسلم ضيقا شديدا ، فبعث [بي](٨) إلى صديق له تمّار ، فقال لي : قل له إنّ أبي يقرئك السلام ، ويقول لك :
__________________
(١) بالأصل والمعرفة والتاريخ : يعني زيد ، والمثبت عن بغية الطلب.
(٢) بالأصل : في شهادة ، والصواب عن المعرفة والتاريخ.
(٣) المصدر نفسه.
(٤) بالأصل : «كان لي جلساء» صوبنا العبارة عن المعرفة والتاريخ.
(٥) ما بين معكوفتين سقط من الأصل فاضطرب السند ، والصواب ما استدرك للإيضاح.
(٦) ما بين معكوفتين سقط من الأصل فاضطرب السند ، والصواب ما استدرك للإيضاح.
(٧) ما بين معكوفتين زيادة عن بغية الطلب ٩ / ٣٩٨٢.
(٨) الزيادة لازمة للإيضاح.