أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، وأبو عبد الله يحيى بن الحسن بن البنا ، قالا : أنا أبو محمّد الصّريفيني ، أنا أبو حفص عمر بن إبراهيم بن أحمد بن كثير الكناني ، ثنا أبو القاسم البغوي ، نا أبو خيثمة ، نا عبد الرّحمن بن مهدي ، نا موسى بن عليّ ، عن أبيه ، قال : كان زيد بن ثابت إذا سأله رجل عن شيء قال : الله ، لقد كان هذا؟ فإن قال : نعم ، تكلم فيه ، وإلّا لم يتكلم (١).
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنبأ الحسن بن علي ، أنا محمّد بن العباس ، أنبأ أبو الحسن بن معروف ، أنا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد (٢) :
أخبرنا محمّد بن عبد الله الأسدي ، وخلاد بن يحيى ، قالا : نا سفيان ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن الشعبي : أن مروان دعا زيد بن ثابت وأجلس له قوما خلف ستر ، فأخذ يسأله وهم يكتبون ، ففطن لهم زيد ، فقال : يا مروان أغدرا (٣) ، إنما أقوله برأيي.
قال : وأنا محمّد بن سعد ، أنا شهاب بن عبّاد العبدي ، نا إبراهيم بن حميد الرواسي ، عن إسماعيل ، عن عامر قال : أتى أناس زيد بن ثابت يسألونه ، فجعلوا يكتبون كل شيء ، قال لهم : فلما كتبوا كتبهم قالوا : والله لو أطلعنا على هذا الذي فعلناه فأتوه فأخبروه ، فقال : اردغأ ، فلعل كل الذي قلت لكم خطأ ، إنما قلت لكم بجهد رأي. قال : فعمدوا فمحوه (٤).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو محمّد بن أبي عثمان ، أنبأ أبو الفتح الحسن بن الحسين بن علي بن المنذر ، أنا أبو علي بن صفوان ، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدثني هارون بن سفيان ، حدثني عباد بن يزيد أبو عبد الله العابد ، حدثنا إسماعيل بن عياش ، عن عبد الله بن دينار البهراني ، قال : كتب زيد بن ثابت إلى أبيّ بن كعب : أما بعد ، فإن الله جعل اللسان ترجمانا للقلب ، وجعل القلب وعاء وراعيا ينقاد له
__________________
(١) سير الأعلام ٢ / ٤٣٨.
(٢) طبقات ابن سعد ٢ / ٣٦١ وسير الأعلام ٢ / ٤٣٨ من طريق الثوري.
(٣) مهملة بدون إعجام بالأصل وم ، وأثبت لفظة السير ، وفي ابن سعد : عذرا.
(٤) انظر سير الأعلام ٢ / ٤٣٨.