محمد عبد السلام بن أحمد ، وأبو عبد الله سمرة بن جندب ، وأخوه أبو محمد عبد القادر بن جندب ، قالوا : أنا محمد بن عبد العزيز الفارسي ، أنا عبد الرّحمن بن أبي شريح ، قالا : أنا عبد الله بن محمد البغوي ، نا مصعب بن عبد الله ، نا عبد العزيز الدّراوردي ، عن عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر : أن عمر فرض لأسامة ـ زاد ابن أبي شريح : بن زيد ـ أكثر مما فرض لي ـ يعني ابن عمر لنفسه ـ ، قال : فقلت له في ذلك ، فقال : إنه كان أحبّ إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم منك ، وإنّ أباه كان أحبّ إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم من أبيك (١).
أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الرّحمن بن أبي بكر ، أنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن الحسن العارف ح.
وأخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد الله السّنجي ، أنا أبو علي نصر الله بن أحمد بن عثمان الخشنامي ، أنبأ أبو بكر الحيري ، نا أبو العباس الأصم ، أنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، أنا ابن وهب ، أخبرني الليث بن سعد ، عن الأسود بن أبي الوضاح ، عن جعفر بن برقان ، عن ثابت بن الحجاج ، قال : لما نزلت هذه الآية (لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ)(٢) قال زيد بن حارثة مولى النبي صلىاللهعليهوسلم : اللهم إنك لتعلم أنه ليس لي مال أحبّ إلي من فرسي هذه ، فتصدق بها للمساكين ، فأقاموها للبيع وكانت (٣) تعجب زيدا فأتى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : أشتريها ، فنهاه أن يشتريها.
قال : وأنا ابن وهب ، حدّثني داود بن عبد الرّحمن المكي ، عن عبد الله بن عبد الرّحمن بن أبي حسين ، عن عمرو بن دينار ، قال : لما نزلت هذه الآية (لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ) جاء زيد بفرس له ، فقال تصدق بهذا يا رسول الله. فأعطاه رسول الله صلىاللهعليهوسلم ابنه أسامة بن زيد بن حارثة ، فقال : يا رسول الله إنما أردت أن أتصدق به ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «قد قبلت صدقتك» [٤٤٩٠].
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ،
__________________
(١) الخبر في الإصابة ١ / ٥٦٤ وقال ابن حجر : صحيح ، ونقله الذهبي في سير الأعلام ١ / ٢٢٨ ـ ٢٢٩.
(٢) سورة آل عمران ، الآية : ٩٢.
(٣) بالأصل : وكان ، والمثبت عن مختصر ابن منظور.