الأنصار التمر» ، فحنكه رسول الله صلىاللهعليهوسلم وسمّاه عبد الله ، قال ثابت : وكان يعدّ من خيار المسلمين (١) [٤٥١٠].
أخبرنا أبو حامد أحمد بن نصر الحاكمي ـ بطوس ـ أنبأ أبي أبو الفتح نصر بن علي ، أنبأ أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري (٢) ، نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا العباس بن محمد الدوري ، نا يونس بن محمد ، نا حرب بن ميمون ، عن النضر بن أنس ، قال : جاءت أم سليم إلى أبي أنس وهو مشرك ، فقالت : قد جئتك اليوم بما تكره ، قال لا يزال يجئني بما أكره من عند هذا الاعرابي ، قالت : كان اعرابيا فاصطفاه الله واختاره وجعله نبيا ، قال : ما الذي جئت به؟ قالت : حرّمت الخمر ، قال : هذا فراق بيني وبينك ، قالت : ابن من الله فمات مشركا ، وجاء أبو طلحة إلى أم سليم ، فقالت : ما جاء بك يا أبا طلحة؟ قال : جئت خاطبا ، قالت : أسلمت؟ قال : لا ، ما تسألني عن إسلامي ، قالت : لم أكن أتزوجك وأنت مشرك ، قال : لا والله ما هذا دهرك في الصفراء والبيضاء ، قالت : فإني أشهد الله وأشهد نبي الله أنك إن أسلمت فقد رضيت بالإسلام منك ، قال : فمن لي بهذا؟ قالت : يا أنس قم فانطلق حتى إذا كنا قريبا من نبي الله صلىاللهعليهوسلم سمع كلاما ، قال : «هذا أبو طلحة بين عينيه غرّة الإسلام» ، فجاء فسلّم على نبي الله صلىاللهعليهوسلم فقال : أشهد أن لا إله إلّا الله ، وأن محمدا عبده ورسوله ، قالت : فشهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم وزوّجه أم سليم على إسلامه ، فولدت له غلاما درج فأعجب به أبويه ، فقبضه الله إليه ، فجاء أبو طلحة فقال : ما فعل ابني يا أم سليم؟ قالت : خير ما كان ، فقالت : ألا تتغدى فقد أخّرت غداءك اليوم ، فقربت إليه غداءه ، فتغدى حتى فرغ من غدائه ، قالت له : يا أبا طلحة عارية استعارها قوم فكانت العارية عندهم ما قضى الله ، وأن أهل العارية أرسلوا إلى عاريتهم فقبضوها ألهم أن يجزعوا عليها؟ قال : لا ، قالت (٣) : فإن ابنك قد فارق الدنيا ، قال : وأين هو؟ قالت : في الدولج ، ـ يعني المخدع ـ فقام فدخل فكشف عنه فاسترجع وذهب إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فحدثه بقول أم سليم ، فقال : «والذي بعثني بالحق لقد قذف الله في رحمها ذكرا يصبرها على ولدها» فتم ، فوضعته فقال نبي الله صلىاللهعليهوسلم : «يا أنس اذهب إلى أمك فقل لها إذا أنت قطعت سرار ابنك فلا تذيقنه شيئا حتى ترسل إليّ» ، قال : فوضعته
__________________
(١) الحديث بطوله في مسند أبي داود الطيالسي ٢ / ١٥٩ ونقله الذهبي في سير الأعلام ٢ / ٣٠ مختصرا.
(٢) مهملة بالأصل وم بدون نقط ، انظر الأنساب (الحيري).
(٣) بالأصل : قال.